تسابيحُ لامرأة هزَّتْ نخلَة
محمد خلاد السكتاوي | المغرب
إلى روح الشاعر مظفر النواب الذي مات يوم ماتت عروس القدس
الصورة بعدسة الشاعر
حول حمامة سوداء
في المقبرة المهجورة
يحتشد الموتى
تُجَلِّلهُم هدْأةُ الأبدية
وتبعثرهم خطواتُ الزمن الثقيلة
ينساهم كأنهم ما كانوا
ويمضي مع القدر
يسدل جفنَ حياة متعَفِّنة
دون أن يترك وراءه أثر
يموت الشاعر في هذا الوقت
المُضَرَّجٍ بلَوْعةِ المنافي
وتنتهي التراتيل الإلهية
تطير الحمامة السوداء
فوق شواهد قبور بلا أسماء
والبحر عند المنحدر الأخير
يرتدي ثوب الحداد
ويبكي الملاحين الغرقى
في ليلةٍ تكسّرَتْ أباريق ُ النبيذ
وشَعْشَعَتْ قناديلُ البنفسَج
على صخور الشَّطِّ وقفَ شعراء رومانسيون
أصابعُهم مقطوعة
يلامسون رذاذ العشق
على خد موجة رعناء
لا تعرفهم الكلمات
وتنساهمُ القصيدة
كان وحده يُلمْلِمَ مرْثِيتَه
من شظايا جسدِه المُثْخنِ بالغُربة
ويمضِي ينثُرُ وتَرِيَاتِ الهدِيل
حَبّاً للحمام
مشى طويلا
بحثا عن قبْر في كُثْبان الصحراء
كنبي يتبعه ليل أزرق
يُرنِّم تسابيحَ المجْدِ
لامرأة هزَّت في القدْسِ بجذعِ نخلة
و نفختْ من روحها في السماء
بين الحزن والغضب
هو الآن يراها وتراه
يجْني من يديْها الرُّطُبَ
ويزقُّ عصفور القصيدة
التي لاتنسى