مبادرة «معا لحماية الأسرة المصرية» بين شعب وقيادة
د. يسرا شعبان | مدرس القانون بجامعة القاهرة
أوضحنا في المقال السابق “الأسرة المصرية هوية شعب” مدى اهتمام القيادة السياسية بمؤسسة الأسرة ووضعها في مصاف أولويات الحكومة. جاءت العديد من المبادرات الشعبية لتتوافق مع ما ترنو إليه الرئاسة المصرية من تنمية وحماية للأسرة المصرية.
من أهم هذه المبادرات “مبادرة معا لحماية الأسرة المصرية” والتي تم تأسيسها سنة 2019، هذه المبادرة تدعو لحوار وطني وحراك شعبي بهدف إيجاد آليات منصفة لتطبيق قانون الأحوال الشخصية يحمي الأسرة ككل بعيداً عن عناد أحد الأطراف الذي قد يؤدي لتدمير الأسرة ويكون ضد مصلحة الأطفال.
فلسفة المبادرة تقوم على “ولا تنسوا الفضل بينكم”. تدعو هذه المبادرة ليس فقط لتفعيل الحق في الرؤية والحق في نفقة الزوجية ونفقة المتعة ونفقة العدة والأطفال، بل أيضاً تدعو لدراسة فقه أو اقتراح إقرار الكد والسعاية في القانون المصري على غرار قوانين عربية وإسلامية عدة.
تتميز هذه المبادرة بالأصالة لما لها من بعد تاريخي وأثري تحاول أن توضحه من تاريخ المصري القديم في إطار الأحوال الشخصية والاجتماعية.
المبادرة نشيطة وفعالة، في ندوة أقيمت في مؤسسة الأهرام يوم 15 من مايو 2022 بحضور العديد من الشخصيات العامة وأعضاء والمهتمين بالمبادرة، أكد الحاضرون على النقاط التالية:
• أن يكون رسم تحرير وثيقة الزواج ثابت بطابع لمنع تحصيل مبالغ غير مستحقة
• عدم فرض حد أقصى لنفقة المتعة حيث تساوي المدة الفعلية للزواج..إذ استقر العرف القضائي على فرض حد اقصى 7 سنوات
• وضع ضوابط لإعمال فقه “الكد والسعاية” بما يحقق المصلحة الفضلى للأسرة أعمالا بالمبدأ القرآني ..(ولا تنسوا الفضل بينكم)
• إعادة النظر في قانون الأحوال الشخصية بما يكفل حق الأب في الرؤية بشكل طبيعي وبصورة دورية..بما يحقق الاستقرار الوجداني والعاطفي للطفل والأب
• تغليظ العقوبة علي الأم التي تحرم أولادها من رؤية الأب لهم..وكذلك الأب الذي يخطف أولاده ليحرم الأم من حق الرؤية والحضانة
• وضع آلية جديدة فيما يتعلق بالتحري عن دخل الزوج عن طريق وزارة التضامن الاجتماعي أو من خلال مجلس للأسرة يتم تأسيسه..وذلك بالتعاون مع عناصر منتقاة من الشرطة ..وتكون مهمة المجلس هنا سرعة عملية التحري بدقة بهدف توفير الدعم المالي للأسرة والأطفال
• تنظيم سلسلة من الندوات التعريفية بالمردود الإيجابي لصياغة قانون جديد للأحوال الشخصية.. يحقق التوازن المأمول بين أفراد الأسرة.