بمناسبة أعياد القيامة

منى النجم / العراق

بمناسبة أعياد القيامة.
كل الحب لأخوتنا في الأنسانية.

الأديب المسيحي الأمريكي المولد ،واللبناني الأصل الأستاذ سليمان كتاني،يمثّل نموذجا من الكتّاب الذين تجاوزا أطار المعتقد،ليتفاعلوا مع الحقائق والشخصيات كما هي.
وحين قرأ السيرة النبوية وسيرة أهل بيته الكرام وجد في اصحابها نماذج تستحق أن تُقدم للإنسانية بصورتها المشرقة،بعيدا عن تأثيرات الانتماء والتمايز
فقد كتب عن فاطمة الزهراء بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلّم.
في كتابه الفائز بالمرتبة الأولى عام ١٩٦٨ في احدى مسابقات كربلاء.
وقد أبدع في تقديم صورة الزهراء عليها السلام في طهرها ومقامها الشامخ.
وقد انطلق الأديب الكتاني- في النص التالي-
من صورة الطهر والعفاف لدى السيدة مريم البتول ليقدم صورة أدبية رائعة لطهر وعفاف السيدة فاطمة الزهراء،
ليمثّلا بذلك أيقونتان لتقوى المرأة:-

ياثغرا تحلى بالعفاف فطاب رضابه
ويا عنقا تجمل بالمكرمات فذكا أهابه …لقد عبق وصل خطك ببنت عمران ..ياأبنة المصطفى ..فتلك مريم ..مافرشت الارض الا من نتف الزنابق ..وانتِ النفحةُ الزهراءُ..مانفثت الطيب الا مِن مناهلِ الكوثر …
والخُّط خطُّ الطهرِ والعفافِ ، ما زنَّر الأرضَ إلا خفَّف إرهاقها..
ولا عانق الأجيال إلا لوَّن آفاقَها ..
والأرضُ-لولا هذا الأثيرُ يغمرُها – تأجّن.
والزمنُ -لولا هذا العبير ُيرشُفُه-يأسَن ..
يابتولُ، يا أمَّ أبيك ..
لقد كانت النبوةُ طِفلَك البِكر ..
داعبتيه بيَد..قبلتيه بفم…عانقتيه بعيَن …
رافقته بقلب …حضنتيه بروح ..ضممتيه بشوق ..
فاشتعَلَت بين حناياِك أشواقُ السماء ..
والتهبَت في مَحجِريْك أثقالُ المعاني ….
لقد ذاب الترابُ ،في المظهر،ياابنة الجنة..
هكذا- يا ابنةَ أبيكِ أصبحَت الوصية ….
ياطيبَ الأمومة ..يامنتهى العفة

ياطهارةَ المرَدَن.
يانحيلة..
أيُّ فتى هو فتاك. ؟
مااندغَمتِ في رحابه الا كما يندغِمُ النورُ في كأسٍ شفيف.

ياعناقَ الحب…

..ياوُصلةَ العُمر .ياامتزاجَ المسكِ بالعنبر ..

يااعتصار الشوقِ من قلبِ العفر
ياأم ريحانتين جسّدا أشواقَ النبوة …
يالَبنَةَ البقيع …
ياكبرياءَ النفسِ في عُنفوانِ الجفَر…
أيةُدمعة ليس لها أن تُحرِقَ مُقلتيِك؟
وأنتَ فوق ضريحٍ، ثوى فيه مُخَملُ الكف ..وحِنوةُ القلب،

ورَنوةُ العين ..وهلّةُ الجبين ..ودَفقةُ الَمبسم … وهالةٌ كالديمةِ مو صولةُ العَبَقِ بغارِ حِراء
ومَسحةٌ كالنورِ فيها كلُّ العزاء.
وبقيتِ على الخطَّ الكريم

يا عديلةَ مريم ..ياقيثارة النبي …ياثورة اللْحد …
ويا وَتَراً في غِمْد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى