تلاقينا صدفة على طاولة الخيبات
ريناس إنجيم (وردة الشعر الليبي) – طرابلس
بداخلي لوحة مشوشة
رسمها سجين محكوم عليه بالإعدام
يبدو أنه أتقن لعبة التخلي
لوحة اللون السائد فيها
لون مجهول
مزيج من حماقات وتفاهات
لم يكن فيها لون يشير للمصداقية
وهناك بين جداول الألوان طفلة
تلهو بطائرة ورقية
تسرح في دمي
وتمد جذورها حتى قاع القمر
وقصيدة بلا عنوان
لشاعر بلا هوية
ولا وطن
ولا عشيقة
كتبها لذلك النور في آخر النفق
و رواية منشورة
على أهداب كاتب يقطف
الياسمين من مستنقع الرذيلة
وأشخاص يتقمصون
ويتنابون في أداء شخصيتي
تلك الشخصية التي بالكاد اعرفها
كنت قد تلاقينا صدفة
على طاولة الخيبات
مرارا وتكرارا
دون أن يتعرف أحدنا
على الآخر
وأثقال وأحمال معلقة
على طول عروقي
تحمل بصمات جريمة
لم أرتكبها
ترهقني بثقلها
تجعلني منحنية التفاصيل
كـ ذاكرة قوس حين حرب
وأشجار صفصاف
ذات تجاعيد دافئة
وظلال وارفة الكرم
يستظل تحتها حطاب بفأس لعينة
وعند زاوية اللوحة
على غير العادة لم يكن هناك
توقيع لصاحبها
ترك بصمة لـ نجم
ارتبط ذات يوم بحريته