أيام

مروان عياش | سورية

يحاصرني نقصانٌ

غريبُ الأطوار
يبدأهُ نهارٌ كسولٌ منطوياً
يَعلقُ في منتصفه وهج الشمس
فلا يؤخر ولا يقدم
ريقٌ مُرٌ في حلق السماء
تُتعبُ الشمسَ بلادتُه
كأن صُداعاً كونياً أصابها بالغثيان
لتسقطَ فجأةً في أحضان الظلام
ناهيةً يوماً بلا غروب
يغشاها ليلٌ سادي
يمارس فعلاً لا أخلاقي
يُجردها من أضواءها
ليتمتع بها قمرٌ وُلدَ معاقاً
وأجرُ يومي..
جرَ القُربان
دواليكَ أيامٌ
غروبها كاذبٌ
تعرجُ لخريفٍ مبهوت
كأن الفصولَ تآمرتْ
وألقتْ الربيعَ في جُب العدم
لا أوراقَ صفرٌ تتساقط
بلا معنً يكملُ المُبتدا
و تبقى الأفعالُ في مَشارقي ناقصةً
حتى أكملَ هطولي
سحابةً مكبدةً بالندم
زخاتٌ من طيشِ الهفوات
وتترهلُ الفكرة
عالقةً تمجدُ عِندَ النقصِ في كتابي
صفحاتٌ بياضٌ
أقلبها منزوعةَ الرأس
فيه..
صفحاتٌ متروكة عمداً
وأخرى..
هربتْ منها حروفٌ
خشيةَ الموت خنقاً
تحت أنقاضِ اللامعنى
ليكتملَ النقصُ عيباً مقدساً
كامناً في القناعة
جوفياً يتسلل من الباطن
نبعاً للسخافات
وأجرُ يومي مكرهاً جرَ القربان
دواليك.. منقوصةً
أيامٌ بلا غروب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى