قريتي الخضراء…
محمد ناجي-مصر
1-وأظَلُّ أرحَلُ دونما عُنوانِ
كالسِّندِبادِ يَتُوقُ للشُّطآنِ
2-فارقتُها والقلبُ غيرُ مُفارِقٍ
أرأيتَ حُرَّاً كالأسيرِ العاني؟!
3-قالوا: نَسِيتَ الذكرياتِ وأهلَها
وسَلَوْتَ عن عهدِ الصِّبا الريَّانِ
4-أنا لم أُفارِقْ طَيْفَها مهما نأَيْـ (م)
ـتُ فكُلَّما فارقتُهُ يلقاني
5-في قريتي تجِدُ القلوبَ كأرضِها
خضراءَ قد سَلِمَتْ من الأدرانِ
6-إنْ تُنكِرِ الغبراءُ إنسانيَّةً
ضلَّتْ، هنا فابحَثْ عن الإنسانِ
7-لم تَعرِفِ النُّكرانَ، ترسُمُ فَجرَها
بَسِمًا برغمِ قَتامةِ الحِرمانِ
8-بقناعةِ الزُّهَّادِ يَحيا أهلُها
أملٌ تَشِعُّ طُيوفَهُ العينانِ
9-سُقْيًا لأيامِ الطفولةِ إنني
أشتاقُها كـ (حَيْعَلٍ) بأذانِ
10-نتقاسَمُ الضِّحْكَ البرئَ فكلُّ حُزْ (م)
نٍ نَجتَويهِ فليس في الحُسبانِ
11-ونُلَوِّنُ الدنيا كأجملِ منظَرٍ
من كرنڤالٍ ساحرِ الألوانِ
12-نغدو إلىٰ الغِيطانِ يرقُصُ جدولُ الـ (م)
ـماءِ النَّميرِ ونِسمةُ الرَّيحانِ
13-نلهو خلالَ خرائطِ البرسيمِ فَهْـ (م)
ـوَ يُجيبُنا في صَحوةِ الوَسنانِ
14-ووقارُ نخْلٍ قد نأىٰ بشُموخِهِ
فنَطالُهُ بإشارةٍ لِبَنانِ
15-والنَّسْمُ يهفو للسنابلِ صَبوًة
مُتَهاديًا في لحنِهِ الرَّنَّانِ
16-والطيرُ يشدو آمِنا بسمائهِ
فيُبَدِّدُ الأحزانَ للأسوانِ
17-حتىٰ إذا أذِنَ الغُروبُ بفُرقةٍ
عادتْ -علىٰ عهدٍ- إلىٰ الأوكانِ
18-ونطُوفُ بالطُّرُقاتِ نقطعُ صمتَها
لمْ نكتَرثْ بفُلانِ أو عِلَّانِ
19-كانت تُجَمِّعُنا البيوتُ بصُحبةٍ
من صَفوةِ الأحبابِ والجيرانِ
20-كانت أسِرَّتُنا المَصاطِبَ كمْ بها
كُنا نِيامًا ناعِمي الأجفانِ
21-والأرضُ نَفرِشُها وجُلُّ طَعامِنا
خُبْزٌ وجُبْنٌ مُنْيَةُ السَّغبانِ
22-في قريتي لِدَمِ الشهيدِ مَلاحِمٌ
غَرَّاءُ للقاصي هُدًى والداني
23-أنا إنْ رحَلْتُ فما نَسيتُ بَداءًة
فأنا بغَيْرِكِ مُوهَنُ الأركانِ
24-يا مَوطِنَ الذِّكرىٰ الحبيبةِ هأنا
قلبي وقلبُ طُفولةٍ سِيَّانِ