رحالة أنا

د. سمير شحادة التميمي| فلسطين

رحالة أنا
دائمُ السفرِ
إلى حيث أدري ولا أدري
تأخذني الحكاياتُ فاجري وراءها
مثل طفل صغير
يتعلقُ بذيلِ حكايةٍ من حنينْ
يناديها يا أمي
تلتفتُ نحوه وتبتسمْ
وتمضي بلا اهتمامْ

رحالة أنا
أجري صوبَ الغدير
أرقبُ جميلاتِ القريةْ
وهن يملأنَ جرارهنَ بالماءِ البِكرْ
ويحكينَ لبعضهنَ حكاياتِ الحَمَواتِ
ونهفاتِ الجيرانْ
وموقدَ أمِ علِي الذي انطفأ ولم تعدْ تشعلُ فيه النارْ
منذُ رحلَ ابنها ولم يعدْ إلى البيتْ
ويسهبنَ في الحديثِ عن زوجة المختارِ
وبناتِ المختارْ
وكلبِِ المختارِْْ الدائم النباح على الذاهبين لصلاة الفجر
في زاوية الشيخ المحرومْ

رحالة أنا
أنشر قصائدي
وتخاريفي
وأحجياتي على حبال غسيلِ جيراني
فيراها الناس مع زقزقة عصافير الفجر
فيضحكون مني
كل صباحْ

رحالة أنا
لا نهارْ يؤنسني
ولا ليل لي أتدفأ فيه بوشوشة أحلامي
وأغوص فيه وأنا بكامل غفلتي
واشتهائي
لصورة قمر يشبهها
أو تشبهه.

رحالة انا
مع الحكايات التي تنتهي
في طريق الغيم والوهم
التي لا تنتهي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى