الكتاب في حياتي
د. علي الدرورة | منتدى النورس الثقافي الدولي
يمثّل الكتاب في حياتي هدفاً أسعى إلى تحقيقه بكلّ ما أوتيت من قوة، وهذا الهدف منذ أن خضت غمار عالم المعرفة، ولعلّ هذا الهدف سبق كتابي الأول الذي صدر عام 1984، وما زلت أتذكر محاولتي الأولى في إصدار كتاب قبل ذلك العام بسنوات وكانت المحاولة حسب ذاكرتي عام1977م. وجميل أن يبقى ذلك الحلم متوقداً ماثلاً أمامي ما حييت عبر عقود من الزمن.
لقد جالت في خاطري هذه الصور بعد أن منحت: (وسام السّفير الثقافي العربي) في يوم 14 مايو 2022م، وتلك كانت بادرة طيبة من إدارة جمعية (أحبّك يا وطني) للثقافة وتنمية المجتمع في مدينة منوبة في تونس.
ولا أخفيكم سرًّا، فالأوسمة والشّهادات والدّروع وهي كثيرة وغيرها، لا تمثّل لي شيئاً، ولا تزيدني رفعة وبهاءً حيث إنّها ليست هدفاً أسعى إلى تحقيقه، فشهادات الدكتوراة الفخرية إن أتت كان بها، وإن لم تأتِ فلا يتغيّر الأمر شيئاً، والوسام الأخير مثل غيره، والدروع مثل غيرها، وهكذا دواليك.
إنّ (الكتاب)، هو ما أسعى إليه في جهاد مستميت باذلاً مالي ودمي في سبيله، حيث أرى فيه متعتي وزادي وثقافتي، وهو الواحة الظليلة التي أستريح في ظلالها وأحنّ إليها دائماً وأبداً.
وقد اعتدت منذ سنوات طويلة أن أعود في كلّ رحلة من أسفاري محمّلاً بالكتب، بينما في الجانب الآخر أحمل درعًا وشهادة أضعهما جانباً ويذهبان في طيّ النسيان، بينما تجدني أحنّ للكتب باستمرار فأتصفّح وأنهل منها العلم والمعرفة، ولا أمِلُّ من مطالعتها بين حين وآخر.
إنّ الناس بعد سنوات من الزمن لا تعرف شيئاً عن تلك الشّهادات ولا عن تلك الأوسمة ولا الدّروع، وإنّما يهمّها الإرث العلمي، وهو الحصاد الأسمى.