عروبيّة

سيدرا الأسعد

يمضي الوجود بهديهِ وضلالهِ
نحو الثريّا يحتفي بمآله

///
سوريتي اعتصمتْ بها كل الدّنى
من كفّها بزغ الهدى بكماله

///
فيها المنارةُ دارَ شعبٌ حولها
وبجفنها نبضُ الحبيبِ الواله

///
كلُّ اتّجاهاتِ الكرامة عندنا
في موطنٍ ،بجنوبه وشماله

///
قلبُ العروبةِ قِبلةٌ ولها اغتدى
كلٌّ يضيءُ المجدُ في آماله

///
أنا مثلهم أهوى الحبيبة كلّما
يحنو لطيّ الرمشِ بعض خياله

///
قلبي عروبيٌّ ونبضيَ واحةٌ
وبها يلوذُ الفخرُ في ترحاله

///
من شامة الدنيا سلامٌ عاطرٌ
ياموطن العرْبِ النقيّ بآلهِ
///

أرض الكنانةِ كم أتوق إلى اللقا
وبها الربيعُ الثّرّ في آكاله

///
فبمصرنا اختبأ القصيدُ بنشوةٍ
في نيلها بجماله ودلاله
///

أمّا عُمانُ فترتدي زيّ الهوى
وبحبها عجبَ الزمان بحاله

///
اسمٌ تشكل من لجين سمائنا
قد خطّهُ حبر الغرام ببالهِ
///

في الرافدين أحبةٌ ،، بوداعةٍ
سكنوا السحابَ بنخلهِ وتلاله

///
وغزوا النجوم بفكرهم وسخائهم
ففعالهم في الصبح من أفعاله
///

من وارفِ الأردنّ صغتُ قلائداً
ظَفَرَتْ بجيد الشمس في إجلالهِ

///
وإذا الشموخُ أضاعَ برقَ حليّه
برز العقيقُ يضجّ من خلخاله
///

وصبابتي في أرضِ لبنانٍ بدتْ
في مهجتي أرزٌ بكلّ جماله

///
وبها سلافٌ من عتيق مواردٍ
عذبٌ بفيضِ سهولهِ وجبالهِ
///

من برقة السّيفِ اليمانيّ اهتدت
شمسُ العروبة للصباح الواله

///
وبكلّ نجمٍ في عرى أثوابه
عُقِدَ الربيع بإزرةٍ من شاله
///

أمّا الجزائر فالخلودُ بأرضها
كَسَرَ العدوّ الصلبَ في أهواله

///
ويقرّ ماضيها بديدنِ سحرها
وثرى الشهادةٍ مورقٌ برجالهِ
///

صوب الخليج يميل نجمٌ شاهقٌ
فيُجيرُ ملهوفاً وقبلَ سؤالهِ

///
وبأهلها اتّقدت صروحُ محبّةٍ
فغدا الوجود متوجاً بعقالهِ
///

من تونسَ الخضراء تسألُ وردةٌ
فيجيبُ نهرٌ عابقٌ بوصاله

///
فتلامسُ الروحَ الشفيفة ضحكةٌ
فرّتْ من الوديانِ خلفَ تلالهِ
///

والقدسُ تغفو رغم كل جراحها
في ثائرٍ شغَلَ الدّنى بمحالهِ

///
مازالَ يزأرُ ضارباً كفَّ الوغى
حتى يلوح النصرُ من أوصالهِ
///

والمغرب العربيّ بحرُ عيوننا
قلبٌ وما انفصمت عرى أبطاله

///
وكأنّما تحنو على شرفاته
كلّ الأيائل من صدى رئباله
///

سوداننا ولديه ماء قلوبنا
سكن الفؤاد بسحره ومقالهِ

///
وتموسقت كل الكواكب عنده
فارتدَّ نورٌ من سنا إفضاله
///

وعلى كمال البحر تشدو مهجتي
ليصيبَ سهمُ الشعر كبدَ مناله

///
هذي بلادي أزهرت في خافقي
سيزول عشقٌ في الحشا بزوالهِ

///
وطنٌ يخرّ المجدُ معتصماً به
قمرٌ سخيُّ النور في أشكالهِ

///
فالصيف يهرب حين يأخذه الطّوَى
ليعبّ من عينيه بعض سلالهِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى