أُوصيكَ قَلْبي
خالد شوملي
أُوصيكَ قَلْبي أَنْ تُحِبَّ خَفيفا
كَيْ لا يَكونَ الْحُزْنُ مِنْكَ مُخيفا
///
صَدَّقْتَ أَوّلَ مَنْ أَتاكَ مُغازِلًا
مِثْلَ النَّسيمِ مُعَطَّرًا وَلَطيفا
///
قَدْ طِرْتَ حينَ أَتى بِأَجْنِحَةِ الْهَوى
كَمْ كُنْتَ يا قَلْبي الْبَريءَ سَخيفا
///
وَسَكَبْتَ روحَكَ في يَدَيْهِ مُسَلِّمًا
فَغَرِقْتَ في جامِ الْكَلامِ طَفيفا
///
كَثُرَتْ جِراحي حينَ أَسْرَعْتَ الْخُطى
إِنَّ النَّصيحَةَ تَسْتَحِقُّ وُقوفا
///
ضَيَّعْتَنا يا قَلْبُ في هذا الْمَدى
وَمَشَيْتَ في دَرْبِ الْغَرامِ كَفيفا
///
وَكَسَرْتَني فَالْحُبُّ طَيْرٌ جارِحٌ
وَجَعَلْتَ مِنْ جَسَدي الطَّرِيِّ رَغيفا
///
يا جاهِلًا في الْحُبِّ قَدْ أَحْزَنْتَنا
وَالدَّمْعُ تَسْكُبُهُ الْعُيونُ ذَريفا
///
وَوَقَعْتَ في فَخِّ الْحَياةِ وَلَمْ تَقُمْ
وَدَمي يَسيلُ مِنَ الْجِراحِ نَزيفا
///
في كُلِّ حُبٍ عِشْتَهُ طِرْنا مَعًا
مِنْ بَعْدِها صارَ الْغَرامُ خُسوفا
///
إِنَّ الصَّداقَةَ بَيْنَنا لا تَنْتَهي
فَالْعَقْلُ يَبْقى لِلْفُؤادِ حَليفا
///
أُوصيكَ أَنْ تَسْمو عَلى طَيْشِ الْهَوى
فَالْحُبُّ أَحْلاهُ يَكونُ عَفيفا