أعذبُ الشعر
وليد صفاء | مصر
تـَسيرُ كما السَّحابِ غريبْ
بعيدٌ عنهمُ وقريبْ
وظِلـُّكَ بينَهمْ أثرٌ
يجوبُ الأرضَ حيثُ تجُوبْ
لتـُلقِىَ عِبْءَ نـَفـْعِهـِمُ
رُخاءً مِنكَ حيثُ تـُصيبْ
|||
لأنـَّكَ كالسَّماءِ تجُودُ
حينَ يخِرُّ منـْكَ السَّـقفْ
عَزفتَ على قلوبـِهـِمُ
فأسكتـَهُمْ هزِيمُ الحرفْ
وأبْرَقَ ثـَغـْرُهُمْ طرَبًا
وأمطرَ جفنُهُمْ مِن خوفْ
أنا وهُمُ تجمَّعْنَا
أنـا وَهُـمُ وضاقَ الوصفْ
لِتـَفصِلَ بينَنا واوٌ
فما أقسى حروفَ العطفْ!
|||
بجمع ٍ مِن أراذِلِهـِمْ
رُميتَ مُحَمَّلاً بالفـُـلّْ
فنَحَّوْا ظِلـَّكَ المَوْجوع َ
عنـْكَ، فعِشْتَ تطلبُ ظِلّْ
بشمسِ هجيرِهِمْ تصْحُو
ونِمْتَ ببردِهِمْ في الطـَّـلّْ
رفعْتَ على المياهِ أَذانـَكَ
المَبْحُوحَ نحْوَ الكـُلّْ
فعَادَ إليْكَ مَحْمُولاً
على أعناقِ قـَطـْرٍ شُـلّْ
كمحمولٍ بماءِ البَحْـرِ
يشكـُو مِنْ دُوَارِ الحَمْلْ
ولستَ هُنا سُليمانَ
لِتحْمِىَ مِنْ خُطاكَ النــَّـمْـلْ
|||
يَرَاعِى عَـزَّ مِـنـْسَـأة ً
أذَلَّ ثـَباتـُها الجَانَ
إذا استلقـيْـتُ مُـتـَّـكـَـأ ً
وإنْ ألقــَيـْـتُ ثــُعْبانا
مُعَزَّزَة ً بصدْق ِ الطــَّيـْـرِ
حينَ أتـَى سليمانَ
مَلاكُ الشعرِ يأتيني
فما أبصرتُ شيْطانا
وما كانتْ مجابهة ٌ
لِمَنْ يَدنو، وما كانَ
|||
وإنـَّـكَ لستَ أعظمَهُمْ
لِتقبلَ رِفعةَ َ التـَّجْريحْ
ولستَ دَمًا لِتـُوجعَهُمْ
ولسْتَ بُكـًا لـَهُمْ لِتـُرِيحْ
ضَحِكـتَ فصِرْتَ أجملـَهُمْ
حَزِنـتَ فعُـدْتَ لسْـتَ قبيـحْ
تـُجَمِّلُ هذهِ الدُّنيا
بشعرٍ قدْ وَشـَتـْهُ الرِّيحْ
ولمْ تكُ أفصَحَ الآتِيــنَ
لكِنَّ الجَمَالَ فصِيحْ
|||
بأرض ِ العشْق ِ كلٌّ جاءَ
يُلقِى نحوَ قلبٍ سَهمْ
رَميْتَ فصِبتَ كـُلـَّهُمُ
سَكـَتَّ فـَعَزَّ ِبهْمُ الفَهمْ
تـُحاكـَمُ في حقيقتِهـِمْ
بما أجْرمتَهُ فى الوهمْ
|||
إذا قصَّرْتُ في قوْلِي
فتقصيرِي كقولٍ تـَمّْ
سَيَشْفَعُ لِي مِدَادٌ رَقَّ
لفظ ٌ دَقَّ ، قوْلٌ أمّْ
فـَلِى جُمَلٌ أُمَرِّرُها
كمَا جَمَلٍ يَمُرُّ بِسَمّْ
|||
فَرِيدُ الشِّعْرِ عِنْدَهُمُ
ببَيْتِكَ لـَسْتَ تـَرغبُهُ
تـُمَزِّقُ ما اسْتهَنْتَ بهِ
فِدَى مَا بــِتَّ تطـْلـُبُهُ
لِتـَمْحُوَ ألفَ مُبْتكِرٍ
بمَا قدْ رُحْتَ تـَشْطـُبُهُ
حُلِىُّ الفِكـْرِ مِنكَ حَلاَ
حَليــبًا دُرَّ تحْلِبُــهُ
فـَدُرُّ القوْلِ تـثـقـُبُهُ
وَمُـرُّ الشِّعْـرِ تـُعْذِبُـهُ
تـُبيحُ اللفظ َ أحْرُفـَهُ
فـَيَلقِط ُ ما سَـتكـْتـُبُهُ
فكـُذِّبَ ما صَدَقـْتَ بهِ
وَصُـــدِّقَ مــــا تكـَذِّبُــهُ
|||
بِجوْفي الشمسُ قدْ دارَتْ
وَلِى مِلْءَ الأماكن ِ نـَفـْسْ
تـُحابـِى مَنْ حَبَـا ، والفـَجُّ
تقذِفـُهُ وراءَ الشمسْ
أسوقُ مشاعرِي جـُنـْدًا
برِقــَّـتِهَا تخُوضُ البَأسْ
وَبي رَفضٌ يُحَرِّكـُهَا
فتزْحَفُ وَحْدَهَا لِلقـُدْسْ
جُنُوحُ العِطـْرِ فِي الزَّهْرَاتِ
مَبْدَؤُهُ اعْتِرَاضُ الفأسْ