عكسَ تيارِ الصوتْ
رياض ناصر نوري | سورية
كيْ أنجوَ مِنْ نشازٍ مَا يُغنِّيهِ ..
صنّاعُ عواصفِ الحياة
لابدّ مِنَ السباحةِ عكسَ تيار الصوتْ ..
لابدَّ من تحريكِ الأصابعِ بسرعةٍ فائقةٍ ..
فوقَ ثقوبِ النايْ
كي تأخذَ النغماتُ هيئةَ ما في قلبي ،
ذلابدّ أيضًا من أخذِ
عصا “المايسترو” عُنوةً
كيْ أهُشَّ بها على قطيعِ الذئابِ
الذي يدورُ حولَ رأسي ..
يدورُ ..
طيلةَ الليلِ والنهارْ
كلَّما زادَ نشازُ إيقاعِ أغنيةِ
صنّاعِ العواصفْ.
النجاةُ الآنَ تعني
ألَّا أقيمَ أيَّ حوارٍ علنيٍّ أو سريٍّ
معَ مَنْ يطلبونَ مني أن أُمهِرَ
بالحِبرِ المالحِ
على ورقةِ إقرارٍ تثبِتُ
أنِّي لم ولن أسافرَ إلى الشمسْ
وأنْ استيقظَ مسرعًا من النومِ
وأصفعَ المخدةَ سبعَ صَفعَاتٍ
إذا مرَّني جسدُ من أحبُّ
ذاتَ منامٍ يركضُ بين سنابلِ القمح،
وأن أُغْمضَ عينيَّ
إذا عبرتُ طريقًا مكتظةً
بباعةِ التينِ والزيتونِ والبلحِ
فتلكَ من الآثامِ الكبرى كما أفهموني بعدما مزقوا فوقَ ظهرِيَ الأحدب
ِ كتابَ الحياة
وقالوا : تعلّمْ ..
كيفَ ترسمُ نجمةً مضيئةًللأبدِ
في خمسِ حركاتٍ ! .