في الوادي المحمدي.. شعر: بدوي الجبل، تشطير: هلال السيابي
تعتبر بائية الشاعر السوري الكبير بدوي الجبل والمسماة (الكعبة الزهراء) هي أيقونة شعره الرفيع إن لم تكن أيقونة المدائح النبوية كلها..وقد رأيت تشطيرها- على رغم صعوبة اقتحام البحر- تشوفا للبركات المحمدية في ليلة الجمعة ونهارها، وسميتها، في الوادي المحمدي، وهذه هي:
١ ” بنور على ام القرى وبطيب”
من المدد الأعلى مسحت ذنوبي
٢ وبالجمرة الكبرى ، ومن ماء زمزم
” غسلت فؤادي من أسى ولهيب”
٣ “لثمت الثرى سبعا وكحلت مقلتي”
بنور من الهادي الامين رتيب
٤ وقلت لنفسي: يا لنفسيَ أبشري
“بحسن كأسرار السماء مهيب”
٥ ” وأمسكت قلبي لا يطير الى منى”
وإن كان ذا وجد بها ووثوب
٦ مخافة أن يهفو اليها ، ولم يزل
” بأعبائه من لهفة ووجيب”
٧ ” فيامهجتي وادي الامين محمد”
بعينيك من نور يرى وطيوب
٨ ولكنه ما بالتمني ، فانه
” خصيب الهدى ، والزرع غير خصيب”
٩ ” هنا الكعبة الزهراء والوحي والشذى”
هنا نفحات من ربىً و سهوب
١٠ هنا مهبط الوحي الكريم نجاره
” هنا النور فافني في هواه وذوبي”
١١ ” ويا مهجتي بين الحطيم وزمزم”
أضيئي بنور لم يكن بغريب
١٢ وسيري على هذا الصراط فانني
” تركت دموعي شافعا لذنوبي “
١٣ ” وفي الكعبة الزهراء زينت لوعتي”
فسل ركنها عني وكيف لغوبي
١٤ تركت بها نفسي فسالت من الهوى
” وعطر آفاق السماء نحيبي”
١٥ “مواكب كالامواج عجٌ دعاؤها”
الى الله ، والرحمن خير مجيب
١٦ وجمر الليالي كاللظى في سعيره
” ونار الضحى حمراء ذات شبوب”!
١٧ “ورددت الصحراء شرقا ومغربا “
حديث غدوٌّ بينها وغروب
١٨ تعالى بأذن الفرقدين مرددا
” صدى نغم من لوعة ورتوب”
١٩ ” تلاقوا عليها من غني ومعدم”
تلاقي هوى واري الزناد مجيب
٢٠ فمن وافد نائي الديار مصمم
” ومن صبية زغب الجناح وشيب”
٢١ ” نظائر فيها بردهم برد محرم”
وان كان من برد السنا بقشيب
٢٢ يكاد من الشوق الملح صبابة
“يضوع شذى والقلب قلب منيب”
٢٣ ” اناخوا القلوب المثقلات لواغبا”
وان لم تكن من علة بلغوب
٢٤ وما نزلوا والنور يقدمهم سوى
“بأفيح من عفو الإله رحيب “
٢٥ ” وذل لعز الله كل مسود”
هناك ، وفاضت كل عين طروب
٢٦ وذاب خشوعا كل عال ومخبت
“ورق لخوف الله كل صليب”
٢٧ “ولو أن عندي للشباب بقية”
مشيت ولم أحتج لذات ركوب
٢٨ ” أنام مع الكثبان يؤنس وحدتي “
قطا الوحش في علياء كل كثيب
٢٩ ويؤنس قلبي والهوى حشو سره
“بغام مهاة أو هماهم ذيب”
٣٠ وسارعت لا ابغي ركوبا ، وربما
” خففت اليها فوق ظهر نجيب”
٣١ ولي غفوة في كل ظل لقيته”
ألذ لقلبي من سلافة كوب
٣٢ ولي من رباها نفحة عبهرية
” ووقفة سقيا عند كل قليب “
٣٣ ” هتكت حجاب الصمت بيني وبينها”
وأسمعتها سجعي وبوح دبيبي
٣٤ ” وفللت جفن الصمت في جنباتها
” بشبابة سكرى الحنين خلوب”
٣٥ ” حسبت بها جنية معبدية”
بها تثب الاطواد دون وثوب
٣٦ فاطلقتها سكرى يهوٌم كرها
” وفرجت من غمائها بثقوب”
٣٧ “وركب عليها وسم أخفاف عيسهم”
تظل مع الايام نقشَ أريب
٣٨ فمن هازئ بالبيد يقرأ كنهها
“وهام تهاوت للكرى وجنوب”
٣٩ “وألف سراب ما كفرت بحسنها”
وأنٌَى ولي منهن الف حبيب
٤٠ ألفت بها آلا يمور شعاعه
” وإن فاجأت غدرانها بنضوب”
٤١ “وضجة صمت جلجلت ثم وادعت”
فيالليالي من أسى وخطوب!
٤٢ تعالت فكانت كالاعاصير ضجة
“ورقت كأخفى همسة ودبيب “
٤٣ “واطياف جن في بحار رمالها”
تريك من الآفات كل عجيب
٤٤ فتحسب أن الارض دارت ، وانما
“تصارع حالي طفوة ورسوب”
٤٥ “وتعطفني الآرام فيها نوافرا”
لذكرى مهى بالواديين طروب
٤٦ وأيام لهو حُفٌَلٍ ، وتؤزني
“الى رشأ في الغوطتين ربيب”
٤٧ ” يعللني والصدق فيه سجية”
وما الصدق في أهل الهوى بغريب!
٤٨ فيالك منها كم تعلل مهجتي
“بوعد مطول باللقاء كذوب “
٤٩ “وبدلت حسنا ضاحك الدل ناعما”
بآخر ما بين الرمال مريب
٥٠ كذلك حال الدهر يحلو وينثني
“بحسن عنيف في الرمال كئيب”
٥١ “ومن صحب الصحراء هام بعالم”
فسيح مجال المستهام رحيب
٥٢ ومن تصطبيه غُرٌَ منها بعالم
“من السحر جني الطيوف رهيب”
٥٣ “وللفلك الأسمى فضول لسرها”
و ما بثراها من هوى وشحوب
٥٤ كأن به منها توجس حاذر
” ففي كل نجم منه عين رقيب”
٥٥ ” أرى بخيال السحب خطو محمد”
كرسم على صم الصخور عجيب
٥٦ يلوح بمرآها ويعلو بجيدها
“على مخصب من بيدها وجديب”
٥٧ “وسمر خيام مزق الصمتَ عندها”
صوادح آيات بها وخطوب
٥٨ وروٌع من سُمٌارها وخيامها
” حماحمُ خيل بشرت بركوب “
٥٩ “ونارا على نجد من الرمل أوقدت”
ليوم كريم الجانبين مهيب
٦٠ وفيلق أسد بالشرى متحفز
“لنجدة محروم وغوث حريب”
٦١ “وتكبيرة في الفجر سالت مع الصبا “
على أذن الجوزاء موجةَ طيب
٦٢ تَردٌدُ بالاسحار في سبحاتها
“نعيمَ فيافٍ واخضلالَ سهوب”
٦٣ “اشم الرمال السمر: في كل حفنة”
عبير سري أو أريج خطيب
٦٤ وآثار أجياد ، وفي كل حبة
“من الرمل ، دنيا من هوى وطيوب”
٦٥ “على كل نجد منه نفح ملائك”
تجلى بسر من علاه عجيب
٦٦ وفي كل ناد منه آي كريمة
“وفي كل واد منه سر غيوب “
٦٧ ” توحدت بالصحراء حتى مغيبها”
وهمت بريٌاها سلاف قطيب
٦٨ فمن سرها عاينت أسرار وحدتي
“ومشهدها من مشهدي ومغيبي”
٦٩ ” ومن هذه الصحراء أنوار مرسل”
تضيء مدى الأيام كل دروبي
٧٠ واخبار وضاح واسمار ماجد
” ورايات منصور وبدع خطيب”
٧١ ” ومن هذه الصحراء شعر تبرجت”
به الغيد في حالي هوى ونسيب!
٧٢ وتاهت على الايام من نفحاته
” به كل سكرى بالدلال عروب “
٧٣ ” تعطر في أنغامه ورحيقه”
وفي الشعر – ياللشعر – بوح مجيب
٧٤ وتملأ صدر الافق من فيض عرفه
” ورياه ، عطري مبسم وسبيب “
٧٥ ” ترشُ النجومُ النورَ فيها ممسكا “
وما النور الا من شذى وطيوب
٧٦ أساورها ثبتَ الجنان حريصَه
” فأترع أحلامي وأهرق كوبي “
٧٧ ” وما أكرم الصحراء تصدى ونمنمت “
من الفتن الشماء كل قشيب
٧٨ وكم نسجت والدهر كالنار ظله
” لنا برد ظل كالنعيم رطيب “
٧٩ ويغفو بها التاريخ حتى ترجٌه
بأشجع من ليث أشد وذيب
٨٠ ولما تزل ترمي الزمان جبالها
” بداهية صلب القناة أريب “
٨١ “شكا الدهر مما اتعبته رمالها”
بكل قريع الشفرتين وثوب
٨٢ ولم تشك منه مره ومريره
“ولم تشك فيه من وغى ولغوب”
٨٣ “وصبر من الصحراء أحكمت نسجه”
فللت به في الحادثات خطوبي
٨٤ وأترعت كأسي من حمياه بعدما
” سموت به عن محنتي وكروبي”
٨٥ ” ومن هذه الصحراء صيغت سجيتي”
فلم أنخدع يوما لأي خلوب
٨٦ ولما يُهزٌَ الدهر مني مجربا
” فكل عجيب الدهر غير عجيب”
٨٧ “يرنح شعري باللوى كل بانة”
فتهفو لسجعي أو تهيم بكوبي
٨٨ وتشدو بشعري الورق في كل أيكة
“ويندى بشعري فيه كل كثيب”
٨٩ “ولولا الجراح الداميات بمهجتي”
لرفرف بوحي بالسما ودبيبي
٩٠ ولولا الذي بين الضلوع من الجوى
” لأسكر نجدا والحجاز نسيبي”
٩١ ” وهيهات ما لوم الكريم سجيتي”
وإن لم يكن لي لحظة بحبيب
٩٢ فما حبه يعمي عيوني عن القذى
” ولا بغضه عند الجفاء نصيبي “
٩٣ ” نقلت الى قلبي حياء وعفة”
شمائل شأني من هوى وخطوب
٩٤ وخبأت ما بين الضلوع عن الورى
” اسارير وجهي من أسى وقطوب “
٩٥ “وعرٌتني الأيام ممن أحبهم”
ولم تبق لي من صاحب و قريب
٩٦ وبتٌ وحالي بعد زهو ونضرة
” كأيك تحاماه الربيع سليب “
٩٧ ” ورب بعيد عنك أحلى من المنى”
اذا ما انجلى في الخطب نصلَ قضيب!
٩٨ فما كل من ناءاك دارا بنازح
“ورب قريب منك غير قريب “
٩٩ “وويح الغواني ما أمنت خطوبها “
نهارَ شبابي أو أصيلَ مشيبي
١٠٠ ولم آمن الأيام ، والغيدُ جندُها
“وقد أمنت بعد المشيب خطوبي”
١٠١ “وكيف وثوبي للزمان وأهله “
وقد بت من أمري بحال نكوب
١٠٢ احاول وثبا للهوى وشجونه
“وللشيب أصفاد يعقن وثوبي”
١٠٣ ” أفي كل يوم لوعة إثر لوعة”
تزيد همومي أو تضخ كروبي
١٠٤ وفي كل يوم غمة مدلهمة
” لغوبة أهل أو لفقد حبيب “
١٠٥ “ويارب في قلبي ندوب جديدة “
تزيد ندوبي المتلفات وحوبي
١٠٦ تزلزل قلبي ماتشا ، وكانها
“تريد القرى من سالفات ندوبي”
١٠٧ ” يريد حسابي ظالم بعد ظالم “
ويرقبني ما سرت الف رقيب
١٠٨ يحاسبني من شاء منهم كما يشا
“وماغير جبٌار السماء حسيبي”
١٠٩ ” ويارب صن بالحب قومي مؤلفا “
فإنهم باتوا بشر خطوب
١١٠ فسر بهم نحو الرشاد مؤلفا
“شتات قلوب لا شتات دروب “
١١٢ “ويارب لا تقبل صفاء بشاشة “
فذلك يا رباه محض كذوب
١١٣ ويارب من لي بالصفاء مطهرا
“ا ذا لم يصاحبه صفاء قلوب “
١١٤ “تداووا من الجلى بجلى وخلفوا “
لأوطانهم يارب كل معيب
١١٥ وساروا الى سود الشؤون وغادروا
“وراءهم الاسلام خير طبيب “
١١٦ “ويارب في الاسلام نور ورحمة “
مسلسلة تهمي بدون نضوب
١١٧ ويارب ألطاف تسيل رحمة
“وشوق نسيب نازح لنسيب”
١١٨ “فألف على الاسلام دنيا تفرقت”
أيادي سبأ من شر كل غضوب
١١٩ وردٌ على الاسلام دنيا تمزقت
“الى أمم مقهورة وشعوب”
١٢٠ “وكل بعيد حج للبيت أو هفا”
اليه بدمع هاطل ونحيب
١٢١ وكل ولوع “بالمحرم ” أو رنا
” اليه ، وإن شط المزار قريبي”
١٢٢ “سجايا من الاسلام سمح حنانها “
خصيب حيا الوادي وأيٌُ خصيب
١٢٣ تَعاهَدُ كل الناس منها بوارف
” فلا شعب عن نعمائها بغريب”
١٢٤ “وآمنت ان الحب خير ونعمة”
وأن الهدى للمرء خير نصيب
١٢٥ ولا خير في كبر الامور وسودها
“ولا خير عندي في وغى وحروب “
١٢٦ “وكل خضيب الكف فتحا وصولة”
اذا لم يصوٌَب فهو أي معيب !!
١٢٧ وكل خضيب الزند بالحرب والدما
“فداء لكف بالعبير خضيب”
١٢٨ “وآمنت ان الحب والنور واحد”
فإن محب الخير خير حبيب
١٢٩ فما يكفر النعماء الا اخو الهوى
“ويكفر باللألاء كل مريب “
١٣٠ ” ولو كان في وسعي حنانا ورحمة “
لفضت على الدنيا بكل سكيب
١٣١ ولو كان في وسعي وحولي وقوتي
“لجنبت أعدائي لقاء شَعوب “
١٣٢ “ويا رب لم أشرك ولم اعرف الاذى”
ولم أنحرف في شمأل وجنوب
١٣٣ ولم أقترب من أي سوء وسوأة
“وصنت شبابي عنهما ومشيبي”
١٣٤ “وأني وان جاوزت هذين سالما “
لأعظم يارباه فيك ذنوبي
١٣٥ على أنني من عظم كبر جريرتي
” لأكبر لولا جود عفوك حوبي”
١٣٦ “واهرب كبرا أو حياء لزلتي “
وأي هروب لي وانت رقيبي !!
١٣٧ وكيف هروبي أو إلى أين مهربي
“ومنك نعم لكن إليك هروبي”
١٣٨ “واجلو عيوبي نادمات حواسرا “
لأمحو عيوبي بالرضا وذنوبي
١٣٩ أجلٌِي بواديك الكريم معائبي
“وأستر الا في حماك عيوبي”
١٤٠ “وأي ذنوب ليس تمحى لشاعر “
وان بات بالتشبيب أي دؤوب
١٤١ وما الشعر الا نفحة من متيم
“معنى بألوان الجمال طروب”
١٤٢ ولو شهدت حور الجنان مدامعي
لبِتنَ على شهدي وضرب ضروبي
١٤٣ ولو كن قد شاهدن مابي من الهوى
“ترشفن في هول الحساب غروبي”
١٤٤ “وانزلت أحزاني على قبر أحمد “
حبيب إله العرش خير حبيب
١٤٥ و حسب خطوبي أن يكنٌَ بمنزل
” ضيوف كريم النبعتين وهوب”
١٤٦ “مدحت رسول الله ارجو ثوابه”
بخفق فؤادي من هوى ووجيبي
١٤٧ فإن الندى في صفوة الرسل شيمة
“وحاشا الندى أن لا يكون مثيبي”
١٤٨ “وقفت بباب الله ثم ببابه”
وقوف قريح الجانبين منيب
١٤٩ وقفت ومالي غير مرجوٌِ فضله
“وقوف ملح بالسؤال دؤوب”
١٥٠ “صفاء على اسم الله غير مكدر”
اهيم به في جيئتي وذهوبي
١٥١ وفاء له مني وشوق مسعر
“وحب لذات الله غير مشوب”
١٥٢ “وأزهى بتضليل الغمام لأحمد”
تقيه لهيبا كان أي لهيب
١٥٣ و موردِهِ من خير نبعٍ وكوثر
“وعذب برود من يديه سروب “
١٥٤ ” فإن كان سر الله فوق غمامة “
تمور ، وواد بالسيول سكوب
١٥٥ و زهر وسيم اللون غبٌ سحائب
“تظل وماء سائغ لشروب”
١٥٦ ” ففي معجز القرآن والدولة التي “
أقام دليل لم يكن بكذوب
١٥٧ ألم يك في القرآن والأمة التي
“بناها عليه مقنع للبيب”
١٥٨ “ويارب عند القبر قبر محمد”
ارجٌيك يا ربي لستر عيوبي
١٥٩ دعوتك رب العرش والأرض والسما
“دعاء قريح المقلتين سليب”
١٦٠ “بجمر هوى عند الحجيج لمكة “
أذوب هوى قد كان ثم مُذِيبي
١٦١ بحرقة قلبي قد شفيت تأوهي
“ودمع على طهر المقام سكوب”
١٦٢ “بشوق على نعماه ضم
جوانح ” تحن اليه في هوى ووثوب
١٦٣ بحب اليه لا يميل عن الهوى
“ووجد على رياه زر جيوب “
١٦٤ “ترفق بقومي واحمهم من ملمة”
فقد آذنت من أمرها بضروب
١٦٥ إلهي واحفظ شأنهم من كريهة
” لقد نشبت أو آذنت بنشوب “
١٦٦ “وردالحلوم العازبات الى الهدى”
فإنهم من أمرهم بخطوب !!
١٦٧ وردٌ عليهم رب احلام رشدهم
” فقد ترجع الأحلام بعد عزوب “
١٦٨ ” ورد القلوب الحاقدات الى ند”
فإنهم من حقدهم بلهيب
١٦٩ تباركت ردً القوم منك لوارف
” من الحب فواح الظلال عشيب
١٧٠ ” تدفقت الامواج ، والليل كافر “
وفي حالتيه فهو جد مريب
١٧١ فمن لي منه حين أرخى سدوله
” وهب جنون الريح كل هبوب “
١٧٢ “رمى اليم أنضاء السفين بمارد”
فباتت تهادى شمألا لجنوب
١٧٣ وأعقبها منه بآخر مغرق
” من اليم تياه الحتوف غضوب”
١٧٤ ” يزلزلها يمنى ويسرى مزمجرا”
ويوهنها حينا بشر ثقوب
١٧٥ ويفتح شدقيه لكيما يلوكها
” ويضغمها من هوله بنيوب “
١٧٦ ” يرقٌِصها حينا وحينا يرجٌُها”
بزاخره، فالخطب جد عصيب
١٧٧ ويضربها علوا وسفلا مزمجرا
” ويوجز حالي هدأة ووثوب “
١٧٨ “وترفعها عجلى وعجلى تحطها “
كفعل الندامى بعد عاشر كوب
١٧٩ تزلزلها حتى لتستيقنُ الردى
” لعوب من الامواج جد لعوب”
١٨٠ “وايقن انضاء السفينة بالردى “
وان المدى قد بات جد قريب
١٨١ وأن الردى قد بات منهم بمزجر
يطالعهم في جيئة وذهوب
١٨٢ “ولما استطال اليأس يكسو وجوههم “
وأنهم باتوا بمزجر ذيب
١٨٣ و لاحت وجوه القوم واليأس مسفر
“بالوانه من صفرة وشحوب “
١٨٤ ” دعوا يا أبا الزهراء ، والحتف زاحف”
عليهم ، وطيف الموت جد مريب
١٨٥ فما هي إلا ساعة ، ثم فرجت
“عليهم ، لقد وفقتم بمجيب “
١٨٦ واسلست الريح القياد كأنها
نسيم تهادى أو مدارج طيب
١٨٧ وسارت سفين القوم رهوا كأنها
“نسيم هفا من شمأل وجنوب”
١٨٨ “وباده لطف الله من يمن أحمد”
يبرٌد من أكباهم برطيب
١٨٩ ويكسوهم من يمنه وجلاله
” ببرد على عري الرجاء قشيب”
١٩٠ “واقعدني عنك الضنى فبعثتها “
مسلسلة مني لخير حبيب
١٩١ مزغردة يهوى الحداة نشيدها
“شوارد شعر لم ترع بضريب”
١٩٢ “أقمت ، وآمالي إليك مجدة “
فقد أذنت خيل الهدى بركوب
١٩٣ أسير بها نحو الذرى أو تسير بي
“تلف شروقا معتما بغروب “
١٩٤ “وترشدها أطياب قبرك في الدجى ”
وما مثلها من مرشد لطروب
١٩٥ تسير اليها والطيوب بضبعها
” فتعصمها من حيرة ونكوب “
١٩٦ ” وعند ابي الزهراء حطت رحالها”
والقت رحاها في جناب مهيب
١٩٧ لقد ظمئت حتى ترامت مروعة
“بساح جواد للثناء كسوب “
١٩٨ “جلوت على وادي العقيق فريدتي “
وليس سوى وادي العقيق حبيبي
١٩٩ وارسلتها بيضاء تحسدها الضحى
“ففاز حسيب منهما بحسيب”
٢٠٠ ” تتيه حضارات الشعوب بشاعر”
اذا كان للاوطان غير خلوب
٢٠١ وتسطع بيض الهند من فرق ساحر
“وتكمل أسباب العلى بأديب”
الجمعة ٢٥ ذو القعدة ١٤٤٣ هح
٢٤ يونيو ٢٠٢٢م