لَمِيس تلْهوُ مع ليْل حَيْفَا

محمد خلاد السكتاوي | المغرب

في 08 من بوليو 1972، انفجرت سيارة في بيروت، كان الخبر صاعقا الكاتب المناضل غسان كنفاني، فقد تم اغتياله مع ابنة أخته لميس الصغيرة على أيدي الموساد الإسرائيلي.

إلى الطفلة الفلسطينية لميس ابنة حيفا العروس البعيدة عنا وراء النهر، التي مازالت تنتظر زوارق العودة.

في صباح بنكهة ملح البحر
كنتُ ماراً بالشارع الذي تحبِّينه
بكورنيش بيروت
أبحث عن غسان بين وجوه المارة
يحمل رزمة كتب وجرائد
أمامه طفلة صغيرة
تنِطُّ جذلى على الرصيف

رأيتك ترتشفين فنجان قهوة
تحت شجرة جُمَّيز
قلتُ هي ذي لَمِيس قد كَبُرت
وألقتْ جدائلَها للرياح
فأين غسان؟

كنتِ سارحة
في عينيكِ اخْضوْضرَ قَمَرُ الكرمل
وصورةُ طفلة تلهو مع ليْل حيفا
ترشه بالماء ويرشها بِحَبِّ الرّذاذ
تعزف بأناملها على أوتار الهواء
فيرد عليها بحنجرةِ الصدى
مواويلَ حزينة عن موت نوارس
لم تصل إلى المرافىء

آه يا عازفةَ الرَّبيع
على أشرعة القوارب
وحارسةَ باب الزرقة التي مرّ منها الأنبياء!
أنا لا أبحث فيكِ عن دَمِ المعنى
ينزف من جسد مشدود على صليب
إنما أبحث عن العائدين
مِنْ دَمِ المعنى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى