شذرات الصفيح
د. روز اليوسف شعبان | فلسطين
شذراتٌ من صفيحٍ أنا
أجوب البلاد
أبحث عن قطرة ماء
عن ديمةٍ تعانق السماء
عن حاكمٍ عادل
وشاعرٍ أحبّ عذراء
جعل كلَّ قصيدتِهِ لها غناء
عن قائدٍ سرق لغيره
ليطعمَ الفقراء
لا لم يدّعِ الماركسيّةَ
ولم يكتب وثيقةً بلهاء
شذراتٌ من صفيحٍ أنا
تبحث عن راعٍ
فقد البيت والأغنام
خدعته ليلى
وهادنت الذئاب
وبقي ظلُّ الحاكم
يهدّده في الصحو والمنام
يهدّدُ الرعيّةَ والأحباب
يوقفهم في طوابيرَ من عذاب
تفتيشٌ، إذلالٌ، ضربٌ واغتصاب
يطلقُ العيبَ أسماكًا من القرش
تبتلع الحقَّ والحياءَ والنساء
شذراتٌ من صفيحٍ أنا
أجوب التاريخ
يعيدني إلى أجدادي
أبحث عن أصالةٍ وتراثٍ وإباء
ثمّ يقذفني الزمن
أجدني بين أروقة الحاضر
أتجرّع الذلَّ والعناء
ألملم ما تبقّى من شذراتي
أبحث عن ظريف الطول
ذاك الذي كشف حقيقةَ
الحاكم والمختار
عن استيلائه على العِرض
والأرض والديار
عبثًا أبحث عن ظريف الطول!
انتزعوه من بين الحضور
تركوني في حيرتي
تأخذني الهموم
أبحث عنه في كلّ الأزمنة والعصور
في مساكن الجبال
في عيون الأطفال
في قصيدةٍ وأنشودةٍ
في حكايا الكبار والصغار
هو هنا… هناك…
يمتطي صهوةَ التاريخ
يعتلي رؤوسَ الجبال
هو في هذه النسمة
وتلك الديمة
يحملني معه
لنعودَ معًا سبائكَ أملٍ
وقلائدَ فلٍّ وجلنار!