أضعت الثريا

طارق المأمون | السودان

هَـبِـي لِي فُؤَادِي فَـما لي سِـوَاهُ

وعِنْـدَكِ غَـيْـــرَ فُـؤَادي سِـوَاهْ

|||

وَرُدّي إليَّ حَيَـاتِــي فَـإنّـي أعِيشُ

بِـجِــسـمٍ بِــغِــيـــرِ حَـــيَــــاهْ

|||

ولا تَـحْـرِمـيـنـي شُعَاعَ عُيــوُني

فَـقَـدْ مَـسّهُ مِنْ دُمُوعِي جُـنَــاهْ

|||

ألَمْ تَـعْــلَمــي أنْ كُلّـي لَدَيــــكِ

سِِوَى نَـضْــو جِـسْمٍ بِـغَـيْـرِ رَجَـاهْ

^^^

ألَا تُـخْــبِـريــنــي بِمـاذا أفَــدٍِّّي

فُؤَادِي وعَـقْـلــي ونُورَ عُـيُــونِي

|||

وَكََـيفَ وَ مَـالــي سِوَى أمْـنِـيَـاتِـي

وَ قَدْ غَــالَهُــنّ غُلُــوُّ شُـجُونـي

|||

وَ قَدْ عِـشْــتُ بِـالظَنّ قَـبْـلُ زَمَـانـاً

وَ صِرْتُ أمُـوتُ بِـفِـعِـل ظُـنُـوني

|||

هَبِي لِـي فُـؤادِي و عَقْلي و نُـورِي

و إنْ شِـئـتِ زِدْتِ فَـكُـلّي هَـبِـيـنـي

^^^

دَعِي لِي نُجُومِي التي كُنتُ أحْلَمُ

أنْ ألْــتَــقــيـكِ عَلَى رَاحَــتَــيْها

|||

اطَـــرِّزُ مِـــنْ ضَـوْئـهـا دَرْبَ وَجْـــدي

وأمْــشِي إلَــيكِ حَـثِـيــثَــاً عَـلَـيهــا

|||

وأخْــتَـارُ مِـنهــا مَـرِاتِعَ شَوْقِـــي

فَـتَـنـمُـو الـمَـبَـاهِـجُ في وَجْنَـتَـيْـهـا

|||

وَ قَـدْ ضَـاعَ وَيْحي طَرِيقِـي إليـك

فَـضَـلّــتْ خُطَــايَ مَــسَارِي إلـيهـا

^^^

أضَــعْـتُ الـثُــرَيّــا و كُـنْـتُ أرَوِّضُ

قـربَ الـــثُـــريا جُـمـــــوحَ رُؤاكِ

|||

فقـدْ صُغـتُ منكِ قَـوارِبَ عِشْقـي

وأجْـرَيْـتُـهـا في بِحارِ الـسِّمـاكِ

|||

وأعْـلَـيْــتُ حُـبكِ حَـتـى تَـسـامَى

فَــــضَـنّ عَـلَي مَـقـامُ عُـلاكِ

|||

فـلـيـتَ الـثُـريـا اسْـتـبـاحَـتْ رُؤانا

و لَمْ يُـغـرِقِ النّـفـسَ مَــوجُ هَواكِ

^^^

تَــرَبّــعــتِ فَـوقَ زُهـورِ الربيـعِ

وقدْ كُنتُ أُهدِيـكِ أفْــوافَــهــا

|||

و أمْسَكتِ عَـنّـي يَمـيـنَ الـخَـريـفِ

و قَـوْسَ الـرّبـابِ وأطْــيــافَــهــا

|||

فـخافَ شِـتـائـيَ جَمْـرةَ شَجْـوِي

و أغْسَقْتِ بـالهَجْــرِ أصْـيافَــهــا

|||

بِــربّكِ رُدّي فُــصُـولَ حَـيـاتِـــي

سِـمـانَ الضُـرُوعِ و أعْجافَــهــا

^^^
صَـــوادِحُ رَوْضِي الـتي لا تُـغَـنّـي

تَـغَـنَـتْ زَمَـاناً بِأشْواقِـــنا

|||

فَـأوّبَ بُـلــبُــلُ أقْصَى الرّيـاضِ

و أصْغَى إلى صَوْتِ أنْـسـاقِـنا

|||

و مَاجَتْ بِـحارٌ بِـــأرْواحِـــنـا

و مَـادَتْ غُـصُونٌ بِـأعْمـاقِــنـا

|||

حَنانَـيْـكِ مَــا ذَنْــبُ تِـلكَ الـرِّياضِ

تَـمُـوتُ سُكونـاً لإخْـفاقِـنـا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى