مقال

“مغتربة في حقب الزمن”.. الصدق الذي يصل إلي قلب المتلقي قبل عقله

في ندوة بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر

صابر الجنزوري | القاهرة 
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب  وبدعوة من شعبة السرد برئاسة وإدارة الكاتبة المبدعة والسيناريست أستاذة رانية أبو العينين. سعدت بالمشاركة بمداخلة في مناقشة رواية “مغتربة في حقب الزمن”  وهي عمل روائي بطابع رومانسي عن سيرة ذاتية ووقائع حقيقية قدمتها دكتورة سميرة سلبمان بطريقة رائعة لمعرفتها بكل تفاصيل الأحداث فكانت هي الراوي العليم بكل تفاصيل التفاصيل فتحقق الصدق الذي يصل لقلب المتلقي قبل عقله في أسلوب مميز وسرد شيق لحكاية سيدة مصرية فريدة من نوعها وهي (فريدة وبرنسيسة) بطلة الرواية الارستقراطية النبيلة الأنيقة ذات القبعة الجميلة التي عاشت الإغتراب الداخلي والخارجي في حقب مختلفة في العشرينات التى عاشت فيها الطفولة تلتها مرحلة المراهقة التي تفتحت على التعلق بمدرسها الذي ايقظها وعرفها أنه تعلق وليس حبا فكان خلوقا ولم يستغل مشاعرها ثم حب ابن الجيران الذي اتضح جبنه وانتهازيته لكنها كشفته وكشفت وضاعته ثم كانت حقبة الأربعينات التى كانت حقبتها الذهبية السعيدة التي تزوجت فيها من الدبلوماسي الراقي خلقا وأدبا أحمد فخر الدين ثم سافرت معه بعد ثورة ١٩٥٢ لتبدأ حقبة جديدة ومرحلة جديدة حيث مرض الزوج ثم وفاته نتيجة ماحدث من فقد كل شيء ، فواجهت الحياة ومعها زهرات عمرها أبناءها الثلاثة زهرات وابنها الوحيد ، فعملت في أكثر من عمل في باريس ومارسليا وواجهت الحياة ونجحت وعادت إلى مصر التى ظلت تعشقها وعاشت بقلبها ، فعادت في حقبة جديدة بعد انتصار أكتوبر وسماح الرئيس السادات رحمه الله بعودة المهاجرين إلى مصر ليستثمروا وينعموا بدفء الوطن.
عمل أدبي بمذاق روائي وسرد شيق ولغة أكثر من راقية يقترب من شكل Novella أو Short Novel كرواية قصيرة كما يقال ، فالرواية سبعة فصول تقترب من التسعين صفحة وكل فصل له دلالة وعنوان لما يحتويه من تفاصيل وأحداث ووقائع يتداخل فيها الحب والفقد والغيرة والحقد وخيانة الأمانة وغياب الضمير الإنساني خاصة من أقرب المقربين من الأهل (الأخت خاصة) الذين يتخلوا عن البطل في مرضه ولا يتحملوا وجوده بينهم فيموت وحيدا في مصحة نفسية ليترك الحزن والألم في قلب زوجته التى شعرت بالذنب وخصصت الكاتبة فصلا كاملا لذلك بعنوان (مذنبة ولكن) لتستمر الأحداث في براعة رسم الشخصيات حيث استخدمت دراستها في علم النفس لتقديم بعدا آخر للشخصية غير الشكل والمظهر فيشعر المتلقي بالجوهر خاصة في رسم شخصية ( فريدة) البرنسيسة النبيلة ، والتى شعرت بعد ان انتهيت من قراءة الرواية أن الكاتبة هي الحفيدة المقربة من البطلة والتى كانت تحكي لها قصتها عن جدودها وعن كفاحها ، وكم سعدت عندما صدق حدسي وعرفت ذلك أثناء مناقشة الرواية في اتحاد كتاب مصر بالزمالك وبشارع حسن صبري الذي كان يمثل عنصر المكان الذي بدأت فيه احداث الرواية..ومثلما عاشت بطلة الحياة فريدة وهي فريدة بالفعل وللإسم دلالة حقيقية ورمزية، عاشت زمنا روائيا يقترب من الخمسين عاما بين انكسارات ونجاحات أتت بعد تعب وويلات وغدر الحياة والزمن ، فإن الدكتورة سميرة سليمان تقدم لنا دعوة إلى القيم والمثل ومواجهة الحياة مهما حدث من تقلبات ومن انكسارات ،

رسالة تقول في آخر الرواية : (إياك أن تيأس)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى