خطبة الحجر
أحمد نسيم برقاوي | شاعر وأكاديمي فلسفي
أيها الناس
نعم أنا الحجر،
من منكم لا يعرفني؟
قولوا عني ما شئتم من قول
قاس و ثقيل ودميم وأصم
لكني لم آت ذنبا أو إثما يؤذيكم .
أسعد بالأطفال ولهو الأطفال بي في حارات الفقراء
وفرحت بقيس يبني مع ليلى مني أربعا
و بالراعي يتوسدني ليل ربيع
أفخر إني كنت سلاحا بيد الإنسان الأول
كي يصطاد بي طرائده لقهر الجوع
لا بأس أن صرت كوخا أو قصرا
أو شكل إناء
أو هرما
وشكرا للشاعر
أن وصف حصان الصحراء
بجلمود صخر حطه السيل من عل
شكراً للنحات صاغ من جسدي جسد آلهة الحسن
وإله الخمر
لم أتافف من أتباع الرحمن إذ صرت جمرات
تلقى على إبليس
حسبي إني حجر أسود يلثمني أهل الإيمان
ولم أغضب من عنف الحجاج
حين رمى الكعبة بي
شرفني طفل في أرض المهد
يقذف بي أعداء الحرية
لكن لماذا شبهتم قلوب قساة القلب بالحجر !
حسنا يا أهل الأرض
يامن صنعتم مني الوثن المعبود والمعبد
يا اولاد القاتل لأخية طمعاً بالأخت
يا ثمرات سفاح القربى
جسدي راح يؤلمني
وانهمر الدمع الصامت من انحائي
وأنا ألقى على جسدي أنثى وصبي
رجماً للعشق
ونداءات القلب.