كبيرٌ.. وصغار

شفيق حبيب | فلسطين

“إلى روح ناجي العلي، رسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي اغتالته يد الاثم في لندن “
سَتـَظـَلُّ كبيرا ً يا ناجي !!
وَيَظـَلُّ السّفاحــونَ صِغـــارْ …
|||
لم يَبْقَ مكانٌ للأفكــــارْ
عُصفـــــورٌ …
لم يَبْـــقَ لهُ في شرقي
عُــشٌّ .. غـُصْــنٌ فـوقَ الأشجـــارْ
حَمَلَ الرّيشـَة َ ـ مُرتحِلا ً ـ بالمِنقــــارْ
سافـَرَ في اللـّيل ِ العرَبيِّ الغـَــدّارْ ..
طـــالَ اللـّيـــلُ ….
وطـــالَ المِشـْــــوارْ …
|||
ما كانت ريشـــة ُ ناجي
غيرَ الشـَّمْـــس ِ ..
وغيرَ الحــق ِّ يَشـِعُّ أ ُوارْ ..
عَرَّيْـتَ الكذابيـنَ الدّجاليـنَ خفافيـشَ الأوكـــارْ
فالحَرْفُ على عُــنـُــق ِ البــاغي بتـّــارْ ..
والرّيشـــة ُ خـازوقٌ جبّـــارْ
الرّيشـَة ُ يا ناجي !!
سَفـّــودٌ .. ينفـُثُ نـــارْ
يخـْـرُقُ …
يَحْــرِقُ أرتــالَ الفئـران ِ التـُّجّـــارْ ..
|||
إنْ لم تـُمْطِـــرْ قالــوا :
” من صُنْع ِ الإستعمارْ ”
وإذا قـُتِلَ الفارسُ غـَدْرا ً
قالوا : ” الدّولارْ ”
قـُلْ للبُسَطاء ِ وللفـُقراء ِ..لنــا
قُلْ يا غـــوّار ْ !! :
مِنـّا الغوريــــلا ّ …
فينـا ينتصِـــبُ الجـــزّار ْ …
|||
يا عــارَ العــــارْ !!
صَـدِّرْ أحقــادَكَ يا سِمْســـارْ !!
تـَصِــلُ الأحقــادُ إلى لندَنَ
تلـْبـِسُ قـُفـّـــازا ً ..
تغتـــالُ الفِكـْــرَ السَّيّـــارْ ..
يا عَــرَبَ القــــارْ !!
ماذا أبْقـَيْتـُم غيــرَ الحِقـْـدِ
وأجسادٍ مَزَّقـَها رِعْديدٌ خَــوّارْ ؟؟
يا أهلي !!
عُذرا ً بعدَ اليوم ِ إذا أصبَحْتُ معَ الكـُفـّارْ …
|||
في السِّجْــن تحاصرُني الأسْــوارْ
درْبُـــك َ يا ناجي !! مفروشٌ بالغـــارْ ..
آهٍ ! لو أ ُعطـَى أن ألمِــسَ نعْشـَــكَ ..
أنْ ألثـُمَ تابوتا ً عُمِّــدَ بالنـّـــارْ ..
يحْمِـــلُ آمـــالَ وأحْــلامَ الأحـْـرارْ ..
لـَكـَسَوْتُ الرّايَــة َ بالأزهــارْ
مِنْ هذا الوَطـَن ِ النـّازفِ دمعــا ً ..
وَدَمــا ً أنهـــارْ ..
ليلا ً … ونهـــارْ ….
|||
سَتـَظـَــلُّ كبيـــرا ً يا ناجي !!
سَتـَظـَــلُّ النـَّسْرَ الجامِحَ كالإعْصــارْ …
وَيَظـَــلُّ السّفـّــاحونَ صِغــــــــــــــارْ ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى