كلام في الحب: حواديت صندوق الذكريات!

منال سعيد | القاهرة

كل واحد فينا يملك صندوق الذكريات.. يضعه في مكان آمن مغلق بالمفتاح ويضع المفتاح في مكان بعيد قريب …. بعيد عن الأعين.. قريب من يديه وعينيه وبين الحين والآخر يشتاق للحواديت وقصص صندوق الذكريات فيذهب إليه راجيا في تلك المرة الايعود حزينا ممزق القلب كما يعود في كل مرة … ويفتح الصندوق الخشبي المعطر …برائحة العمر والسنين التي مضت بكل ما فيها من افراح واحزان … ويجلس علي الأريكة ويبدأ رحلة من شخص واحد… علي سفينة العمر الذي مضي ويديه ترتعش من لمسه الاوراق القديمة الممزقه من الزمن فحتي الورقه لم تسلم!!! علامات الزمن والعمر عليها …. وفي سؤال بريء نسأل أنفسنا طالما تؤلمني الذكريات لماذا اعود في كل مرة الي نفس الأريكة وقراءة نفس الاوراق … مع العلم أن الرحلة لم تكن سعيد ة لماذا اتذكر كل هذه الآلام والمواقف والتجارب في الحب والحياة. .. التي جعلت مني هذا الشخص الوحيد المحب لوحدته والرافض لكل الوجوه القريبة المحيطة …هل حودايت صندوقي الخشبي اهم عندي من تلك الحياة الزائفة التي لا تخلو من وجوه كاذبة مخادعة . … كيف ؟؟؟؟ هل اهرب من نفسي الي نفسي الضائعه. ماذا اجد في تلك الصندوق القديم .. متعه الهرب من كل شيء حقيقي الي كل شيء غير حقيقي .. اهرب الي الماضي فقد كان مؤلما عندما كنت اجري وابحث لنفسي عن مكان … مكان يتسع لوجودي وكياني … حتي وجدته ولكن بعد أن تغيرت وخسرت …نعم خسرت وايضا ربحت …ربحت مكانتي في المجتمع وسط الناس والحياة …وايضا خسرت الكثير أثناء تلك الرحلة الطويلة الشاقة … تعرضت قلوبنا الانكسار والموت والضياع … ومع كل انكسار تحاول المقاومة والسباحة ضد التيار من أجل النجاة وتنجو وتفرح بقوتك … مرحي لقد نجوت ..ولم تكن تعلم أنك تخسر جزء من شغفك وحبك للحياة .. الي أن تصل لمرحلة التبلد وعدم الإحساس .. ويدخل القلب في مرحلة السكون .. النبض واللا نبض ..نبض الحياة لتعلن انك لازالت علي قيد الحياة … واللا نبض لتعلن توقف قلبك عن الحب والحياة … وتمسك بأوراق عديدة وتظل تقرا وتقرا حتي تلمح دمعه رقيقه تنزل من عينيك معلنه انك هنا … تتذكر وتتذكر .. ذكرياتك … حوداديتك وتعيش معها وفيها حتي يغلب النوم علي جفونك وينتصر معلنا انقضاء الليل وبزوغ الفجر …وتنام مكانك علي الأريكة ممسكا بتلك الوردة التي مر عليها عشرات السنين بين أصابعك وبجوارك صندوق الذكريات … وان يعلن الفجر انتهاء حودايت صندوق الذكريات … فكل منا لديه صندوق الذكريات ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى