عن ولد.. الطائرةَ أخذت احتمالاتِهِ كلّها
خالد جمعة | فلسطين
لم يكُنْ عالياً مثلَ قمرِ السماءْ
لا، ولم يكنْ وسيماً كإلهٍ إغريقي
لم يكنْ فيهِ ما يمكنُ أن يُضرَبَ به المثل
ما كانَ كريماً مثلَ نبتةٍ برّيةٍ
ولا سخيّاً مثلَ سحابةٍ تمطرُ فوق الجميع
كانَ عاديّاً وربّما أقلّ
يُغضِبُ أمَّهُ عادةً فتدعو عليه
ويُغضِبُ أباهُ فيُحرَمُ من مصروفِهِ القليل
كانَ كثيرَ المشاكلِ مع الجيرانْ
يضرِبُ أولادَهم
ويستغلُّ ذهابَ “أبو علي” للصلاةِ
فيسرقُ من حانوتِهِ قطعةَ حلوى، وبعض النقود
كان يملكُ كلَّ ما يؤهِّلُهُ ليكونَ مجرماً محترفاً
حين يكبُرُ قليلاً، ويستطيعُ الركضَ بسرعةِ لصٍّ حقيقيّْ
وربما كانَ الوقتُ سيغيّرُهُ إلى شيءٍ آخر
خاصٍّ وجميل
وربما كان سيبقى على حالِهِ
وينجبُ أولادً مثلهُ عندما يتزوج
ربما، ربما، ربما…
لكن أحداً فينا لن يعرف هذا
لأن الطائرةَ أخذت احتمالاتِهِ كلّها