الهاتف الذكي.. والتربية على الغباء

عبد الهادي شفيق 
حققت الهواتف الذكية طفرة نوعية وقفزة عظيمة في عالم التقنية، وأبانت عن نحاح باهر في اختراق غشاء الأفراد والمجتمعات، والغوص في اواسطها، كما حققت ازدهارا واسعا على الاقتصادي والذي انعكست نتائجه على مستوى الاجتماعي. وشكلت الألفية الثانية المحطة الرئيسة والبداية الفعلية لغزو شركات الهواتف النقالة صنف الذكية العالم العربي والمغربي بالخصوص.
إننا لا ننكر للدور الهام للذي لعبته هذه الهواتف الذكية، ولا ننقص من قيمة الخدمات التي أسدتها ولازالت تسديها لحد الآن في مختلف دول العالم، لكن بالمقابل ونظرا للإقبال المتزايد عليها، فهي تنذر بخطر محدق و غباء من نوع آخر في صفوف الأطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 5 سنوات إلى 10، واليافعين بنسبة 92 يالمائة حسب البحث الميداني والدراسات التي أجريت في هذا المجال.حلال 2018 التابع للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، والاقتصاد الرقمي ومندوبية التخطيط.
لا يخلو منزل اليوم من هاتف ذكي، بل كل الأسر المغربية بكل أفرادها تمتلك هواتف ذكية، حيث كشفت بحوث ميدانية ان نسبة 99 % من المغاربة يستعملون الهاتف الذكي والانترنت حسب مؤشر تكنولوجيا المعلومات والاتصال، الأمر الذي ينعكس سلبا على أبناء هذه الأسر فقد فاق ذلك الدور الأساسي الذي وجد من أجله إلى صناعة الغباء و التفاعة وهدر للوقت والجهد.

   إن الفئة الأكثر تضررا من العوائد السلبية للهاتف هى فئة الأطفال، فلم تعد التربية تلقى بالطريقة التي ينبغى من قبل الآباء أو الأمهات، ولم يعد للأب أو للأم دور أو لمسة في تربية الأبناء وأصبح الهاتف وسيلة فعالة لإسكات الأبناء، وهم بدورهم مقبلون عليه إقبالا يكاد يحتل مكان الطعام والشراب..
من الملاحظ وهذا لا يخفى عنكم أن جل الأطفال على المستوى العالم العربي يحصدون نتائج كارثية في المدارس الابتدائية،ولعل. الهاتف المحمول أحد الأسباب المباشرة لذلك، بما في ذلك التأثيرات السلبية على نفسية الطفل خاصة في مرحلة المراهقة والطيش.. هذا بالنسبة للطفل اما الشباب فقد تمكن الهاف الذكي من شحنهم بمختلف الثقافات التي تسير عكس منحى التيار الذي نشا وترعرع فيه، كما يعمل على طمس الأصول المحافظة والقيم والتنشئة الحسنة بدعوى الانفتاح على الثقافت الأخرى،
لقد شكلت الصورة في علاقتها بالهاتف الذكي في عالم التقنية فتنة العصر وآفته، ولم يعدل للمكتوب أي دور، إذ أصبحت الصورة بمثابة سجن أبدي يتقيد به المشاهد او الطفل بالأخص فيتشبع بها ويتربى في دربها ويسير على هذا النحو الى أن يصير مجمنا على الصورة وبالتالي الإدمان على الهاتف بكل محتوياته المقدمة له بما في ذلك الإعلانات التى تروج لعوالم أخرى والإشهارات المخلة بالحياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى