غاب الصديق
عبد الستار بكر النعيمي | العراق
العمرُ يمضي والأسى يرمينا
ومخالبُ الأيــــام تنهشُ فينا
|||
غابَ الصديقُ ومَن مضى بجوارهِ
ذهبَ الصديقُ الى صدى ماضينـا
|||
فالوردُ يذبلُ بعد مـوت ربيعهِ
وكـذا الليالي أذبلتني الحينا
|||
لا الدمعُ لا قهرٌ سيشفي علتي
إلاّ الذي بفـــراقهِ يشقيــنا!
|||
زمنًا مضى كنا ثمارًا أينعتْ
لِ فمِ الهوى قـُبلُ الجوى تدنينا
|||
حتى هصرنا الحبّ نقطف جنيه
حـُورًا يحطن على الجداولِ عِينا
|||
والبيضَ عاكفة ً على أطلائها
نجمــات بدر ٍحولهُ يضوين
|||
كادتْ عذوبتهن عند حدائقٍ
تطغى على الأزهـار ما يأوينَ
|||
فالزهر منثورٌ على وجناتهنْ
والشهد مسكوبٌ إذا يحكينَ
|||
هنّ السعادة للفــؤاد وحزنهِ
أكمامهنّ من الحيا يدنينَ
|||
يضحكن عن وتر الصبابةِ والهوى
مثل البــلابلِ تولجُ النسرينا
|||
أو لم ترَ الآياتِ بين حدائق ٍ
كانت لصبوتنا ملاذًا حينا
|||
زهـرَتْ بشوك ٍيابس متعثكل ٍ
كعقارب ٍ صُفرِ ولا يلوينَ
|||
ينفثنَ بين جوانحي بسمومهنْ
والقلبُ مكسور الجناحِ حزينا
|||
يا خُسر يوم لا يعودُ جمالهُ
ويظلّ رغم الحزنِ سعدًا فينا