سريالية في ليل غزة
حنان بدران | سورية
حشدني الدّوي في قلب البوق الهادر
كيف يقبل النور مجنونا وحادا
لأحذر من التوهم فيك
كي لا أشعل شمعة لألعن بعدها الظلام
الشمعة المترنحة السكرى
لم تعد تكفي أعصار قهرنا
الأشعال صرخة شاربون حزانى
الأشعال يا سيدي فعل تخدير
كقرص مخدر لمشلول
نتناوله لنكتب في اللعن وذمته
أجمل مصائرنا وقصائدنا
نبسمل ونحوقل في رؤوس ليل انكساراتنا
المتلاحقة و إنهيار كوابيسنا
ونحن نرصد ما يحاك من عنكبوت الظلام
وهو يسدل ستائره فوق مسرح جرائمه
نرصد الجراد يقتات لحم خبزنا
وعشب أحلامنا ويهدهد صورنا
يشرب خوفنا المفزوع
سيول الصورة المتأججة بالسواد المتفحم
نزف غابة بيوتنا الراجفة صمتا
من واقعنا المتشابك ككرة صوف
لعب فيها قط عابث
|||
سنابل القهر ترفع الرؤوس المشرئبة
رغيف حقدنا ينضج بالترغيب والترهيب
شلالات ذاكرتنا تتدفق دودا في عروقنا
تهدر من خلف سدود التأويل
والاجتهاد السريالي
يا سيدي
من أشعل النار في مهب الريح
ونحن نتوق إلى شمس الوضوح
في منابع الضوء
بدل التلهي بشمعة كأمل ذابل
ونحن نزداد ضراوة بتكاثر فطر هزائمنا
جلادنا يرفعنا لمشنقة الحزن
ليكون برجنا برج الضوء
من نصدق بعدها قصة الشمعة
التي ستفضي إلى مكان
لنلقى رصاصة بالرأس بعدها …
|||
يا سيدي
ليتك تدرك أن الشمعة
رمزا لانقطاع الضوء في بيوتنا
ورمزا لتساقط القذائف علينا
الجو مفعم برائحة الدم المراق يصدح
كأيقونة للحصار
للقهر
للخوف
للموت
للحصى المهشم
لطوفان الأبدية
حين تختلط البحر بالشمس
يموت الماء
|||
من رعشة الأطفال
يشرق الصباح أمام لهبتها
غوغائية متناثرة ببقع تلطخ
الأرض.. الطاولات.. ودهاليز رعبنا
تلتصق بثيابنا
بعيون أطفالنا
تنبت في مسامنا
ليقشعر غضب أقلامنا الراجفة
بين أصابعنا…!!
|||
آه يا سيدي
لو تدرك النقاط البيضاء الجامدة
كيف تتحول ل آثار أقدام الموت
تتجول بيننا وعبثا نقتلعها…
لو تعلم كيف يكون فزعها
ونحن نعانق الفناء بكل رحابة صدر
نعدّ أجساد أطفالنا فطائر شهية
آه لو تدرك كيف يكون الكي بالنار
على رقعة جلودنا
يوقعها ويبصم على آلامنا
آه على من يرغمنا على العيش
في ظل أشباحنا
آه والف آاااااه
لو تعلم كم روضنا ذاكرتنا…
لرومانسية الشموع
ونحن نمضي بحجم أشجار جرحنا غير الكتوم
إلى فرن موقدنا حول مقابرنا
نهمس في وهج حنانها آخر لحظات
حروق أرواحنا وسخط سمائنا
نمشط شريط الذاكرة
ببقايا صورنا وصدى صوتنا
نرمم حزن أطيافنا على الجدران
حين سرقتنا قذيفة مسرعة
بشهقة البحر