حوار

الفنان التشكيلي علي الهاشمي و الشاعرة نادية الدليمي.. وجهًا لوجه

عالم الثقافة | بغداد

  • المنجز التشكيلي العراقي العابر للحدود يستحقها وبجدارة
  • أشعر بسعادة وفرح طفولي يغمرني عند تنفيذ أي قطعة فنية
  • المشهد التشكيلي المعاصر هشّم الجدران بين الفنون كلها
  • أسعى إلى تأسيس أسلوب خاص بالنحت يبتعد عن هيمنة وسطوة الجسد على التكوين العام للعمل الفني

تميز الفنان علي الهاشمي بعنايته بالأفكار التي حاول إيصالها إلى المتلقي بأشكال فنية متعددة جعلت له بصمة خاصة. وهو يرى أنَّ العناية بالتفاصيل ودقة محاكاتها للواقع عملية صعبة على الفنان ،ومبهرة للمتلقين عموماً لكنَّه ينظر إلى الاختزال بالرغم من ظاهره البسيط، فإنه يكاد يكون من أصعب القضايا التي يعاني منها الفنان وأقلها تفاعلاً مع الجمهور، وهو يعتز بكل مَنْ غرس فيه حب الفن أو علمه مثل أمه والفنانين كاظم حيدر وصالح القرغولي.
حين شاهد الناقد رعد عزيز كريم بعض أعماله كتب في مجلة (رواق التشكيل) : (النحات علي الهاشمي يحيلنا الى تداخل الرمز الأنثوي والأفعى في الذاكرة الجمعية ، وهنا يحاول الخشب التماهي مع الأسطورة رمزياً).
ولد الهاشمي في بغداد سنة 1968 وحصل على البكالوريوس في الفنون التشكيلية من كلية الفنون الجميلة/جامعة بغداد /قسم الفنون التشكيلية سنة 1993 وهوعضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، ونقابة الفنانين العراقيين. وله مشاركات في العديد من المعارض والمهرجانات والفعاليات التي أقيمت في بغداد منذ فترة الدراسة في الأكاديمية ولغاية الآن فقد اشترك في المعرض السنوي لجمعية الفنانين التشكيليين 2016، والمعرض السنوي لجمعية الفنانين التشكيليين 2017، فضلاً عن معرض الطف السنوي في وزارة الثقافة والسياحة والآثار ،ومعرض النحت العراقي 2021 في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، ومعرض مئوية الدولة العراقية وغيرها.

 
لمعرفة تجربته الفنية الثرية كان لنا هذا الحوار معه..
* كيف نشأت علاقتك مع الفن، ولماذا النحت بالذات رغم صعوبة هذا النوع من الفنون إضافة إلى مستلزماته الباهظة؟
– نشأت علاقتي مع الفن كإحساس منذ أول لحظة إدراك ووعي لما كان يحيط بي في طفولتي، أما كممارسة فعلية فكانت في أواخر مرحلة دراستي الابتدائية ، إذ بدأت بالرسم بالتزامن مع شغفي بالمطالعة وقراءة القصص المصورة التي كانت شائعة وقتذاك في تلك الفترة ،لم تكن مادة التربية الفنية محببة بالنسبة لي ،ربما لكون خيارتنا بالرسم كانت محدودة بالمناظر الطبيعية التي لم أرها يوما ..!
حتى موضوعة الأشغال اليدوية كانت والدتي ،رحمها الله،هي من تصنعها لي ، أما دوري فيها فلم يتعدَ جمع المواد ومراقبتها بشغف كبير .
الآن ،أستطيع أن أجزم بأن أمي كانت هي معلمتي الأولى في الفن والأكثر تأثيراً وهي من جعلتني أحب اكتشاف الخامات وأتقن الإحساس بها والتعامل معها ، ربما يكون في ذلك الجزء إجابة للشطر الثاني من سؤالك عن سبب اختياري للنحت ،مع أن تخصصي في دراستي الأكاديمية كان الرسم .


*زخر المشهد الفني العراقي بالعديد من الأسماء البارزة من رواد فن النحت على اختلاف مدارسهم، بمن تأثرت وهل كان لأعمالهم بصمة على تجربتك؟
– عندما نتكلم عن الفنون التشكيلية أحاول الابتعاد عن تجنيسها وتصنيفها إلى رسم ونحت وخزف ،ذلك لأن المشهد التشكيلي المعاصر قد هشّم الجدران بين الفنون كلها، وليس بين أجناس الفنون التشكيلية .
قناعتي بتلك الرؤية كانت بسبب قراءتي المستفيضة لأعمال الفنان التجريبي الراحل كاظم حيدر ،الذي أضفى بعداً فلسفياً عميقاً للفن ،وتعريفاً واسعاً لمعنى العمل الفني .
كذلك شغلتني كثيراً أعمال الفنان الراحل صالح القرغولي وسحرني أسلوبه المتفرد بتوظيف الخامات والمواد المتنوعة في إنتاج أعماله الفنية .
كان تأثري بهذين الفنانين العملاقين تأثراً فكرياً وليس أسلوبياً، بمعنى أنهما جعلاني،من خلال تجربتي الفنية، أفهم معنى العمل الفني والغوص بأعماق روحه وترجمة مفاهيمه قبل التفكير بآلية تنفيذه ، وفي ذلك كله مخاض عسير جداً يصعب وصفه ،لكن كل تلك العسرة تذوي وتستحيل فرحاً بمجرد الانتهاء من العمل .


* ما المعوقات التي تعرقل تنفيذ فكرة ما، وما هي الطقوس التي تحرص عليها أثناء تحويل فكرتك إلى واقع ملموس؟
– قيل لي يوماً : إنك تختار الطريق الأصعب في تنفيذ أعمالك ، فكان ردي وقتذاك بأنَّ الطرق الوعرة تكون خالية من المارة .
أما اليوم ، فأضيف إلى ما سبق بأنَّ تجسيد الفكرة غير المرئية بعمل فني بصري محسوس ومجسم بأبعاده الثلاثة ، تستحق تلك الفكرة كل ذلك العناء .
أما الطقوس التي تسبق تنفيذي للعمل ، فبعد اختيار الموضوع ، تبدأ مرحلة البحث العلمي والتاريخي والفلسفي عن كل ما له علاقة بالموضوع للوصول إلى فهمٍ وافٍ وكافٍ ، هذه المرحلة تشبه إعداد البحوث العلمية لطلبة الدراسات العليا ، ثم تبدأ مرحلة التخطيط وإعداد الاسكيجات وتحضير الخامات والمواد التي سأستخدمها في الورشة ، ثمَّ تبدأ عملية التنفيذ .
أول وآخر معوقات العمل هو شح الوقت،لاسيما وإني أمتاز ببطء العمل ، وما دون ذلك توجد معوقات عادية يمكن تذليلها .


*أي الخامات هي الأكثر مثالية بالنسبة لك، و وفق أي المعايير تحدد الخامة التي تستخدمها ؟
– لا أعتقد أن هناك خامات مثالية وأخرى غير مثالية ، فلكل خامة ميزاتها وطاقتها الكامنة فيها ، وكل ما يفعله الفنان هو استخراج واستنطاق تلك الخامة لتبوح بما يختلج في قرارة نفسه من أفكار ورؤى .
أحيانا يجد الفنان ضرورة للتوليف والتوظيف بين خامتين أو أكثر لإنتاج عمل فني واحد ،وربما ينتج عدة أعمال بخامة واحدة . المعايير المحددة لذلك ،بوجهة نظري، هي رؤية الفنان ،وإحساسه بروحية الخامات ،فضلاً عن فهمه لمعنى الفن وقيمه الإبداعية .
بالنسبة لي ،ومع إني في بعض الأعمال أضفت بعض الخامات ، إلا إن الخشب ، وتحديداً جذوع وجذور الأشجار ،لم يكن مجرد خيار من تلك الخيارات التي تنحصر عليها اشتغالاتي ، ربما في هذه المرحلة أجد شغفاً كبيراً بها ، لكني لا أعتقد أنها ستلازمني بقية مشواري الفني
من الأسباب التي جعلتني شغوفاً ومحباً للعمل على جذوع وجذور الأشجار ،أنها تمثل رمزاً لأقرب نقطة تلاقي بين الإنسان وبين الطبيعة ،تلك الملهمة لكل جمال الكون وبصمة إبداع الخالق جلّت قدرته ،وهي الشاهد الصامت على كثير من الأحداث المعاصرة والتاريخية، ولعلي ،من خلال تجربتي الفنية،أحاول قراءة أبجديتها وإتقان لغتها للكشف عن بعض تلك الخفايا والحكايا المتماهية في عروقها المتشعبة .
كما إنها تمثل جزءاً مهماً ومحبباً من ذاكرتي الطفولية واستعادة لبعض تفاصيلها ،ذلك الجزء من الذاكرة الذي يأبى الأفول والتلاشي في أفق النضوج المتعِب ، لذلك أشعر بسعادة وفرح طفولي يغمرني عند تنفيذ أي قطعة فنية على تلك الخامة ،بالرغم مما يتطلبه الأمر من جهد عضلي وإرهاق فكري، ناهيك عن خطورة استخدام مستلزمات وأدوات التنفيذ التي تتطلب تعاملاً احترافياً وحذراً شديداً.


* قد يلتبس على المتلقي غير المختص فهم مضمون العمل النحتي، هل يضير الفنان اضطراره إلى شرح مضمون فكرته؟
– اذا كان شرح الفنان لمضمون عمله الفني سيجعل المتلقي يفهم الفكرة ،فأنَّ،ذلك الشرح، لا يستطيع أن يجعل المتلقي يتذوق العمل الفني بشكل ناضج . فالعمل الفني ليس مجرد فكرة تتجسد بصرياً بأساليب كلاسيكية أو حداثوية، وإنما هو نتاج مخاض قراءات وتجارب ومحاولات مضنية ،سعى الفنان من خلالها إلى ترجمة معرفته بقضية ما ،إلى لغة حسية بصرية متفردة ذات قيم إبداعية صادقة وأهداف نبيلة .
مثال على ذلك ،عندما نضع رواية ما ،أو ديوان شعر بين يدي من لا يعرف القراءة والكتابة ،أو بين يدي من لا يحب الشعر والأدب ،سيشعر المتلقي بالضجر والملل ،وسيفضل أن يستمع إلى موجز مختصر عن الكتاب على أن يقرأه بالكامل، مع أنَّ مساحة الاستمتاع بقراءة الكتاب كاملاً ،أكثر وأعمق منها عند الاستماع إلى الموجز أو المختصر .
كذلك هو العمل الفني ، فمن أجل الوصول إلى غاية الفهم والإمتاع ،لابدَّ للمتلقي أن يكون ملماً بأبجديات الفن كي يستطيع أن يقرأ الأعمال الفنية ويستمتع بكشف أسرارها ، وكلما أتقن المتلقي لغة الفن ،زادت قدرته على التمييز بين الأعمال الفنية التي تكتنز قيماً إبداعية عن غيرها من الأعمال الساذجة .
أغتنم هذا السؤال للإشارة إلى الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام ونقاد الفن في تقريب المسافة بين العمل الفني والمتلقي ،فتلك المهمة واحدة من أهم وظائف النقد الفني .


* هل يعاني الفن التشكيلي عموماً والنحت بشكل خاص من التهميش، أوقلة الدعم والاهتمام ؟
– لو سألنا فناناً تشكيلياً ،ماذا ستفعل لو لم تكن الفنون التشكيلية موجودة في الحياة كحالة ومَلَكة إنسانية خاصة ؟
أعتقد أن جوابه سيكون (أن نبحث عنها ونستمر بالبحث حتى نكتشفها).
وعلى ذلك ،فأن كل عوامل عدم الاستقرار وقلة الدعم ، وهما حالتان موجودتان واقعاً، لا يمكن أن تؤدي إلى أفول الفنون التشكيلية في العراق .
نعم ،لقد تغيرت الأولويات لدى الفنان ،لاسيما أبان الحروب المتعاقبة وتداعياتها ،وسنوات القحط والحصار الاقتصادي ، لكنه حافظ على روح الفنان بداخله ، فكان يقرأ ويتابع وينتج كلما واتته الفرصة لذلك.
المشكلة الحقيقية تكمن في الآخرين ، هؤلاء الذين يعتقدون بأن الفن ،مهما كان فناً واعياً ونبيلاً، ليس إلا محطة ثانوية من محطات الحياة ، ونسوا أن الأمم تتباهى بحضاراتها الموغلة بالقدم، وما مقتنيات المتاحف الحضارية في العراق وباقي دول العالم إلا جزء يسير مما وصلنا من الفنانين القدماء .
في العراق ،أعتقد أنَّ الفنون التشكيلية عموما ستكون متفوقة لو أنها تمسكت بهويتها وجذورها الحضارية ،وتخلصت من تأثير المنظومات الثقافية الخارجية المؤثرة ،ومع ذلك فأن التشكيل العراقي وخاصة النحت له حضور قوي في أي مكان يدعى إليه .


*برأيك؛ ماهو المبرر لتراجع الخطاب النقدي الفني، وهل تمكنت آليات النقد الفني من تناول التجارب النحتية بجدية وعلمية ؟
– من الضروري أن أوضح أهمية النقد الفني ، حتى يكون استشراف نتائج غيابه أو تراجعه واضحاً وجلياً ، فالنقد الفني يعد أحد فواعل منظومة الفنون التشكيلية ، وحضوره المستمر في المشهد التشكيلي يسهم بتقييم العملية الإبداعية وفق معايير وأنساق أكاديمية بما يحقق تهذيب وتصويب وتقويم الأداء الفني .
كما يعد مهما في تثقيف الجمهور وتنمية قدراته البصرية تجاه الأعمال الفنية وتقريب مسافة الفهم والإدراك بينهما .
بصراحة ،لا استطيع الجزم إن كان تراجع الخطاب النقدي سببه قلة عدد النقاد ،أم بسبب تقصير المؤسسات الإعلامية .
فالخطاب النقدي وظيفة الناقد ،لكنه لن يكون مؤثراً ما لم يصل إلى الجمهور ، وتلك وظيفة المؤسسات الإعلامية التي أولت اهتمامها بالأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية ،وإذا تناولت موضوعة الفن فإنها تكون في معظمها خاصة بأخبار المطربين والمهرجانات الغنائية..!
لذلك ،لم يكن أمام الناقد غير الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر خطابه النقدي ، ولأن مثل هذه المقالات الأكاديمية تكون طويلة وذات لغة تخصصية صعبة على عامة الجمهور ،فإن انتشارها ومقدار الاستفادة منها كان محدوداً جداً .
ومع غياب الندوات والبرامج الحوارية التلفزيونية ،ومحدودية الانتشار عبر الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، ظهر النقد الانطباعي الذي يميل إلى القراءة الوصفية بلغة أدبية محببة ،وبالرغم من ظهور هذا النوع من النقد، إلا إنه لم ولن يكون بديلاً موضوعياً عن النقد الأكاديمي .
أما بالنسبة للنحت ،فأعتقد أن النحت يحظى بحصة الأسد من اهتمام النقاد مقارنة بالرسم والخزف .


*ماهي القضية المحورية التي تتبناها وتحاول إيصالها أو الوصول إليها من خلال أعمالك؟
– كل عمل من أعمالي يحمل قضية محددة ، منها ما كان محاولات لترجمة النصوص الشعرية المعرفية إلى نصوص حسية بصرية ، ومنها ما كان محاولة لرؤية غير المرئي ،من خلال الإحساس بين الكتلة الجامدة وعلاقتها بالفراغ ،وبين الأصوات المنغمة وعلاقتها بالهواء كوسط ناقل .
في العموم فأن تجربتي الفنية المتواضعة في هذه المرحلة تسعى لتأسيس أسلوب خاص بالنحت يبتعد عن هيمنة وسطوة الجسد على التكوين العام للعمل الفني.
في بداية الأمر وجدت صعوبة بالغة للتخلص من تلك السطوة، لكني استطعت لاحقاً الانعتاق منها .
*إضافة إلى الفن التشكيلي فأنت أديب وإعلامي، أين تجد نفسك أكثر، وهل تحاول خلق تناغم بين المجالات الإبداعية التي تمارسها؟

– لو لم أكن فناناً تشكيلياً ،ما كنت أي شيء آخر، فالفنان التشكيلي يمتاز بقدرته على تعدد المهارات ، لكنه بالتأكيد لن يكون محترفاً فيها كلها .
أحببت الأدب ، وسحرتني قصيدة النثر والهايكو ،ولي فيهما محاولات وتجارب أعتز بها واستفدت منها فنياً ، فجزالة اللغة ،والصور الشعرية والاختزال التي تميزت بها قصيدة النثر ،كانت من أهم الأنساق التي نقلتها إلى أعمالي الفنية ، فضلاً عن القفلة المبهرة التي امتازت بها القصة القصيرة جدا .
أما الإعلام، فكان مهارة أخرى اكتسبتها بحكم عملي الوظيفي ،وقد كان لتمكني في اللغة العربية الفضل في ذلك .


* ما هي المحطة المهمة والمميزة في مشوارك الفني؟
– أحببت كل المحطات التي مررت بها خلال مشواري الفني المتواضع ،فلكل منها ما يميزها من خصوصيات وذكريات ، إلا إنَّ المحطة الأهم والأجمل كانت في عام 2015 ، عندما قررت العودة إلى الفن وأجواء المعارض بعد انقطاع طويل بسبب بعض الظروف التي أجبرتني على تغيير أولوياتي واهتماماتي، في ذلك العام بدأ فضولي لاكتشاف الجمال المخبوء بجذوع الأشجار ،فبدأت العمل لأول مرة في حياتي على قطعة يبلغ طولها 180 سم ، ولا أتذكر وقتذاك فيما كنت أفكر أو ما أريد أن أصل إليه ، كل الذي أذكره هو مقدار الشغف للعمل من جديد والمساحة الشاسعة من المتعة التي راودتني ،لدرجة أني تمنيت ألا يمضي الوقت سريعاً ، وكأني كنت سجيناً عُتِق تواً من سجنه، لذلك أسميت تلك القطعة (انعتاق) ، وعندما عرضتها لأول مرة في المعرض السنوي لجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين ، لاقت صدىً واسعاً وردود أفعال إيجابية كثيرة والحمد لله ، حتى إن الناقد الكبير مؤيد البصام قد كتب مقالاً خاصاً عنها .
* ماهو طموحك في مجال النحت ، وفي أي مرحلة من مراحل تحقيق مشروعك فيه تقف الآن؟
– أطمح لأمرين ، الأول شخصي وهو أن يبقى النحت بالنسبة لي ممارسة إبداعية ممتعة ،لا أضطر فيها إلى كسب الرضا من الآخرين لأجل الكسب المادي .
أما طموحي الثاني فهو التأسيس لأكاديمية فنية خاصة بفنون النحت على جذوع الأشجار والأعمال الجمالية الأخرى المرافقة كتطبيقات على الخشب الطبيعي. تعنى هذه الأكاديمية بتدريب الأعضاء على الرؤية الفنية الواضحة، واستكشاف القيم الإبداعية الطبيعية الكامنة في الخشب ،والتدريب على استخدام العدد والأدوات والطلاءات اللازمة لإتمام عملية الإظهار مع الحفاظ على خصوصية الخامة وتأثير الطبيعة فيها .
بالنسبة لطموحي الأول فقد وصلت فيه لمرحلة متقدمة جدا والحمد لله .
أما الثاني فمازال في مرحلة التنظير والمناقشة مع عدد من الأصدقاء الفنانين

*كلمة أخيرة..
– كلمة (شكرا) هي الأخيرة وهي لك بالتأكيد، كان لي الشرف بأن تكون محاورتي قامة أدبية،وشاعرة شفيفة أكنّ لها ولمنجزها الإبداعي كل الإعجاب والتقدير .
ومن خلالك ،أتمنى على المؤسسات الإعلامية تنضيج الخطاب الثقافي والفني والاهتمام بالبرامج والحوارات التخصصية التي من شأنها توجيه الذوق العام باتجاه الوعي والاعتزاز بإرث هذا البلد الغني بفنونه وحضاراته .
كما أتمنى – وما كل ما يتمنى المرء يدركه – من أصحاب القرار إنشاء صروح فنية تشكيلية ومتاحف عصرية ، على غرار المدينة الرياضية في البصرة ، فالمنجز التشكيلي العراقي ،العابر للحدود، يستحقها وبجدارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى