أدب
محراب ماء
نسرين دولة | شاعرة من لبنان
تُسمَّى مُناجاةُ البريَّةِ فلسفَةْ
وجرحاً بمحرابِ الفؤادِ لِتَنزِفَهْ
***
كأنّ انشقاقَ البحرِ أرّقَ صَدرها
ويبكي ربيبُ الموجِ نهراً لتعرفَه
***
وَيقسو عليها الحرفُ كل بلاغةٍ
وقد أينعَ المعنى وراودَ أحرفَه
***
تُراقبهُ قد أَمسكَ الريحَ في الرؤى
وتمنحُ ذاك الطيرِ نوراً تلحَّفَه
***
ولو أن للظلِّ المديد فصاحةً
لأصبح غصناً للغديرِ وأسعفه
***
ففيها من الغيمِ الرماديّ جودهُ
وأعذبُ من أطيافهِ المتعففَة
***
فلما استمالتهُ الهواياتُ في دمي
وأغرتْ خطايا العالمينَ تصوّفه
***
وحاولَ أن يدنو بغيثِ عيونهِ
فأذهلَ منا الروحَ و القلبَ والشفَه
***
لِتُروى ففي شعرٍ على غير وزنهِ
طوى مادحٌ أعطافهُ ثم مِعطفه
***
لتبعثَ من أسرارِ سُقياهُ موطناً
يعودُ ندىً تسمو إليهِ لترشُفَه
***
فما أكرمَ الغيثَ الذي جاءَ رحمةً
وما أرحمَ الله القديرَ، وألطفه