حبيبتي والبحر

صبحي ياسين

وقفتُ على باب ِ الأحبة ِ باكيا
…………فقد باتَ مَنْ في القلب ِ يا قلبُ نائيا
لمست ُ غبارَ البيتِ ثم شمَمْتهُ
……………….فما زالَ مِنْ ريح ِ الأحبة ِ زاكيا
سَمعْتُ وراءَ السّور ِ شهْقة َ وَرْدَة ٍ
………………. ونهْدَة َ عصفور ٍ يصيحُ مناديا
تنهَّدَ بابُ الدار ِ حين لمسته
………………ومالَ نخيلُ البيت ِ يَهْمِسُ راجيا
أنادي، وما في البيتِ إلا- عناكبٌ-
…………………وأطيافُ أشباح ٍ تحومُ ورائيا
فيا حُرْقة َ العينين هَوْناً فربما
………………..يعودُ بمَنْ أقصاهُ يوما ً زمانيا
كتبتُ على الجدران ِ بعضَ قصائدي
………………….لعلَّ خيالا منه في البيت ِ باقيا
وقلتُ لها يا دارُ جئتك ِ عاتبا
………………..فقد سافرَ الأحبابُ دون وداعيا
فيابحرُهل بَللتَ شعرَحبيبتي
………………وهل جسمُها الدُّرّيُّ يرجفُُ طافيا
أعندَ شباب ِ العمر نَدفنُ حلمَنا
………………….ونهْجُرُ أوطانا ونرجو المنافيا !!
ونركبُ أمواجا فتمضغُ لحمَنا
……………………وتخطفُ أطفالا ً وتأسِر ناجيا
أبيتُ على نجواك ِ والدمعُ حارقٌ
……………..وأصحو على ذكراك ِ أرجو التلاقيا
فهل يا رياحَ الشوقِ ألقى أحبَّتي
…………………وهل مَنْ نفاهُ الخوفُ يرجعُ ثانيا
أعاتبُ لي دهراً رماني بغصَّة ٍ
………………………وقطّع أطرافي وغلَّ لسانيا
أنامُ على شوك ِ السّهادِ مُجَرَّحا
……………………فأصرخُ مَحْموما ً وأرْجفُ باكيا
كأنَّ رياحَ العشق ِ ضنتْ بنسْمَة ٍ
………………….. لتسعفَ مجروحا ًوترويَ ظاميا
أرى بيننا يا قيسُ حَبْلَ مودة ٍ
………………..فبَعْدَ ليال ٍ سوف – أرْعى النّواجيا –
وأركضُ خلفَ الغول ِ أمْسِكُ قرْنَهُ
……………………….وأضحكُ للعنقاء ِ خِّلاً مُوافيا
فيا ليتني طيرٌ يفِرُّ مُغرِّبَا ً
…………………..ولكنَّ سيفَ البُعْد ِ قصَّ جناحيا
نسَوني على دربِ الضياعِ مُشردا
……………………….. وما كنتُ يوما للأحبة قاليا
فهل توصِدُُ الأيامُ بابَ حَزازة ٍٍ
……………………..فيَرْجعُ أحبابي ويصفو زمانيا
فقد ترخصُ الأيامُ والدهرُ مُقبلٌ
……………….ويبقى شقيقُ الروح ِفي القلبِ غاليا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى