حوار

رجاء حميد رشيد في ديار الإيزيدية وتزور معبد ” لالش “

جريدة عالم الثقافة | خاص
في العقيدة الإيزيدية المرأة لاترث، فالإرث للرجال فقط
فلسفة العقيدة الإيزيدية أنَّ نور الشمس هو نور الله
لا يوجد لدى الايزيدية أي كتاب، ولا يحتاجون إلى نبي
الإيزيدية يعبدون الله وكلمة الشيطان غير موجودة في أية نص ديني


سررت جداً بدعوة كريمة للمشاركة (كمدربة) في ورشة حول التنوع الثقافي وتعزيز روح المواطنة والانتماء وفكرة قبول الآخر المختلف والاندماج مع المكونات المختلفة، حيث تعرف المشاركون من بغداد والمحافظات على الأديان والطوائف والمكونات العراقية من خلال برنامج متكامل لمؤسسة (مسارات) بشقيه النظري والعملي من أجل توعية ونشر ثقافة قبول الآخر المختلف من الطوائف والمكونات والأديان في بلدنا الحبيب.
كان معبد لالش ضمن منهاج التعريف وزيارة الأماكن الدينية المتنوعة، وهو معبد الطائفة الإيزيدية، وضمن اهتماماتي زيارته والتعرف على تفاصيل هذه الديانة الداعية للمحبة والسلام، يتخذ المعبد مكاناً على جبل متوسط الارتفاع يستغرق الصعود إليه ما يقارب خمس عشرة دقيقة سيراً على الأقدام، والوصول إلى باحة كبيرة منبسطة صخرية يتوسطها عدد من الأشجار المعمرة دائمة الخضرة اتسعت جذوعها بسني عمرها واتخذ قطرها الدائري مساحة كبيرة من باحة المعبد فارشة أغصانها وأوراقها الوارفة لتشكل مظلة للزائرين.


يتكون المعبد من مجموعة كهوف على شكل غرف حجرية أو (النياشين) عددها ( 366) وترمز إلى عدد أيام السنة وعدد الأولياء والصالحين الذين عاشوا في المعبد منذ آلاف السنين ، الإيزيدية في سنجار وفي شيخان وهما جهتا (براد شيخ، وجبل سنجار) ويبلغ عدد الإيزيدية ما يقارب (700,000) سبع مئة ألف نسمة في العراق، ويبلغ عددهم في باقي أنحاء العالم ما يقارب المليون نسمة، لغتهم الأم هي اللغة الكوردية او الكوردمانجية حيث كتبت نصوصهم الدينية بهذه اللغة والكوردمانجية مأخوذة من (الكورد – مانجي) لأنَّ الأكراد بقوا في مكانهم أيام طوفان النبي نوح عندما نزلت سفينته من قمة الجبل وهذا ماسمعناه من كبار السن، واللغة التي يتحدثون بها في شمالي العراق وكوردستان سوريا هي اللغة الإيزيدية لأنهم كانوا قبل خمس مئة سنة إيزيدية ولتعرضهم للإبادات الجماعية تحولوا من الديانة الإيزيدية إلى الديانة الإسلامية.


ولقدسية المعبد لابدَّ من نزع الأحذية وارتداء جوارب (يفضل أن تكون ذات نسيج ثخين لتكون مريحة في المشي لأنَّ الأرض صخرية) وتغطية الرأس للسافرات قبل الصعود إلى معبد لالش الذي يشغل مساحة (500) متر مربع ، ويبعد عن قضاء الشيخان (6) كم شمالاً وعن محافظة دهوك (30) كم شرقاً وبين السيطرة والمعبد ما يقارب (1000) متر، والسير حفاة ما يقارب (500) تقريباً لأن المعبد مكان مقدس ويضم عدداً من أضرحة لعدد من الأولياء الصالحين، وعند الدخول إلى المعبد لابدَّ من عبور دكة الباب، ولا يجوز وضع الأقدام على دكة أي باب من بيبان المعبد أو أي بيت من بيوت الطائفة، لأنَّه في الفلسفة الإيزيدية في كل معبد وكل بيت وكل غرفة توجد الملائكة السبع الحارسة للمكان وعبور الدكة يعني الانحناء احتراماً لها.

تجولت في أروقة المعبد وغرفه وصعدت سطحه وشاهدت بعض التقاليد المشتركة بين شعوب العالم وهي طلب النذور والأمنيات التي يتمناها زوار الأماكن المقدسة والأمل بتحقيقها من خلال طقوس معينة تختلف من مكون إلى آخر في طريقتها والهدف هو الدعاء إلى الله لتحقيق أمنية ما، وهذا ما شاهدته في إحدى غرف المعبد وجود دكة (مرتفع صخري) تقف عليها إحدى نساء المعبد وهو ركن مخصص لطلب النذور والأمنيات من الله حيث يقوم الزائر/ الزائرة برمي قطعة قماش موجودة هناك فإذا علقت في الدكة أعلى الجدار فهذه بشارة خير وإذا فشلت المحاولة وسقطت قطعة القماش فيمكن إعادة المحاولة لثلاث مرات فقط.
وللتعرف على العادات والتقاليد الخاصة بهذه الديانة بتفاصيلها الدقيقة التقيت مسؤول مكتب معبد لالش لقمان سلمان محمود الذي يتقن اللغتين العربية والإنكليزية (لأنه المسؤول عن الوفود العربية والأجنبية) ليحدثني عن تفاصيل ديانتهم قائلاً:
سدنة المعبد
تعيش في المعبد عائلة تسمى (سدنة المعبد) أو (متولي المعبد) أو (الفقير) وتعني الفقير إلى الله، وتتكون من (12) فرداً واجبها إيقاد القناديل المزيتة (قناديل ذات فتيلة مصنوعة من القطن وتوقد بزيت الزيتون) ويتم عادة إيقادها قبل غروب الشمس يوميا وعددها (336) قنديلاً بعدد أيام السنة وذلك لإعادة نور الشمس إلى المعبد، لأنه في فلسفة الديانة الإيزيدية أنَّ نور الشمس هو نور الله ونور هذه القناديل هو نور الشمس، وبالإضافة لهذه العائلة يعيش في المعبد أيضا ثلاثة أشخاص رجلان وامرأة، الرجلان هما (بابا جاويش) و (وبير سعيد) والمرأة تدعى (بير سعيد داي فقرا / داي كاباني).


ويتكون المجلس الروحاني الإيزيدي من أمير الإيزيدية (بابا شيخ) ورئيس القوالين ومن شيخى وزير وبيشمام الأمير، وبابا جاوي، وعدد من رجال الدين لإدارة أعمال المعبد الدينية والدنيوية، والهرم الإيزيدي يتكون من ثلاثة أشخاص يعيشون في المعبد وهم بابا جاويش، بير سعيد، وداي فقرا / داى كاباني وتعني أم البيت والتي تقوم بتحضير الطعام وغسل الملابس وتشارك في المراسيم الدينية، وتنظيف المعبد والاهتمام بالأشجار والمزارات داخله، ويتعاونون جميعهم في تقديم وجبات الطعام لضيوف المعبد ولا يتزوجون فهم تاركو ملذات الحياة، يعيشون حياتهم داخل المعبد حتى وفاتهم ومراسيم دفنهم أيضاً تتم داخل المعبد في مكان خاص يسمى مزار( إيزدي نمير).
بناء المعبد
يقول محمود: بحسب الآثاريين الذي زاروا المعبد فأن الكهف القديم يعود تاريخ بنائه إلى أكثر من (4000) سنة، وجرار الزيت الموجودة داخله قدر عمرها بنفس المدة الزمنية للكهف، والمعبد عبارة عن كهف قديم جداً لأن تاريخ الديانة الإيزيدية ظهرت على أرض وادي الرافدين (ميزوبوتاميا) قبل أكثر من (7000) سنة قبل الميلاد .
كتاب مقدس
لا يوجد لدى الديانة الايزيدية أي كتاب، لأن الكتب المقدسة تتنزل مع الأنبياء والرسل، و الإيزيدية لا يحتاجون إلى نبي، لأن النبي يأتي عندما يخرج الإنسان عن طريق الله فيأتي النبي لتصحيح أخطائه وإعادته إلى الطريق الصحيح ، فالإيزدية لم يخرجوا عن طريق الصواب ومازالوا مستمرين بوجود الله والملائكة السبع وعدم الاعتداء على الديانات الأخرى أو الإساءة إليها ، فالايزديون مسالمون جداً.
أما بالنسبة للمراسيم الدينية، فتعاليمهم مخزونة في صدورهم وتنقل شفاها ليتوارثها الخلف عن السلف والأجداد والآباء إلى الأبناء عبر الأجيال المتعاقبة، ورقم سبعة مقدس لدينا لوجود سبعة ملائكة حيث لدينا نصوص دينية تقول أن الله خلق سبع ملائكة من نوره.
وتابع: كانت لدى الإيزيدية بعض الكتب الدينية وليست مقدسة لأنها ليست منزلة من الله، وتضم هذه الكتب النصوص الدينية ويسمى الكتاب (مصحف فارش) وكتاب آخر بعنوان (الجلوة) وللأسف ضاع هذان الكتابان عند تعرض الإيزيدية للإبادة مثلما ضاعت صور آل شنكار في عام 2014 عند تعرضهم لهجمات داعش الإرهابي وخسروا كل شيء، و الإيزيدية ديانة طبيعية للبشر وحسب ولادته كأن يكون مسيحياً أو مسلماً أو كاكائياً أو بهائياً.. الخ .


منهاج ديني
أطفال الإيزيدية يتلقون تعليمهم في المدارس الموجودة في إقليم كوردستان ولدينا كتاب (منهاج دراسي) يدرس في كل المراحل الدراسية مع الإسلامية والمسيحية، وهناك ثلاثة صفوف لكل ديانة صف خاص بها ، ويتضمن المنهاج تعاليم الديانة الإيزيدية منها عبادة الله، وعن الأخلاق والأخوة والتسامح واحترام الآخر والتعايش السلمي ونبذ كل أنواع العنف والكراهية والمحبة والسلام، فالإيزدية يدعون في صلاتهم عندما يتوجهون باتجاه نور الشمس بهذا الدعاء “يا الله حقق أمنيات كل الناس ثم لي “ولدينا نص ديني يقول: “إذا صادفت إنساناً محتاجاً وساعدته لا تسأل عن ديانته”.
وكتاب الدين الإيزيدي (إيزيداهي) منهاج يدرس في كل المراحل الدراسية (المراحل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية خلال اثني عشرة سنة) ولدينا اثنا عشر كتابا، يختلف بمنهاجه عن الآخر وكلها تتضمن المراسيم الدينية وعبادة الله، الملائكة السبعة والأعياد في معبد لالش، وقام بتأليف كتب الديانة الإيزيدية مجموعة مشرفين وأساتذة جامعة متخصصين إيزيدانيين، تابعين إلى مركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك، وتدرس المادة من قبل المعلمين والمدرسين الملمين بالديانة الإيزيدية وخريجي الكليات والمعاهد باختصاصات مختلفة .


ما موقف الديانة الإيزيدية من الشيطان (طاووس أو عزازيل)
الإيزيدية يعبدون الله، وكلمة الشيطان غير موجودة في أية نص ديني ولا توجد معه أي علاقة، وكلمة (تاووس) عند الإيزيدية تعني نور الشمس (تاو) شمس (وس) نور ، وحرف الطاء غير موجود في لغة الإيزيدية، لا يوجد عند الإيزيدية أية نص ديني عن الشيطان سوى ما كان يحدث للإيزدية عند ذهابهم إلى مدينة الموصل للتسوق كانوا يقولون لهم (أنت شيطان) أو هذا شيطان مما ترك أثرا مؤلماً في نفوسهم وباتوا يكرهون هذه الكلمة خصوصاً كبار السن ، وحالياً يكرهون رقم (11) لأنه قريب بلفظه من كلمة داعش وتذكرهم بالمأساة التي حلت بهم.
تقاليد الزواج وتعميد المولود الجديد
تقاليد الزواج عند الطائفة الإيزيدية هي نفس العادات التقاليد والطقوس لدى الطوائف والديانات الأخرى في العراق، بعد أن يتم الاتفاق بين أهل العروسين يحدد مهر العروس ب (70 ) غم من الذهب تسلم إلى والد العروس الذي له حق التصرف بمهر ابنته قد يعطي الفتاة مبلغ مهرها كله أو نصفه، بحسب كل عائلة ، ويتم عقد القران في المحاكم الرسمية، ولا يوجد لدينا عقد خارج المحكمة (سيد أو شيخ)، وللتطورات الحديثة التي يشهدها المجتمع انخفضت نسبة الزواج من الأقارب وابنة العم إلى ما يقارب10%، كما هناك تقليد في مراسيم الزواج بالنسبة للفتاة فعند زواجها وانتقالها إلى بيت الزوجية فعلى العروس أن تقبل عتبة البيت أو حائط البيت لكونها غيرت بيت إقامتها واحتراماً للملائكة السبع التي تحرس المنزل تتجاوز عتبة الباب.


الديانة الإيزيدية ديانة مغلقة ولديها ثلاث طبقات دينية (طبقة البير، طبقة المريد، طبقة الشيخ) ويكون الزواج حصرياً بين الطبقة الواحدة ولا يجوز التزاوج بين طبقة وأخرى ولا يمكن الزواج مع الديانات الأخرى، لأن في فلسفتنا أن الله خلق الإنسان من ديانة معينة فلا يجوز أن يغير ديانته أو يتحول إلى ديانة الإنسان الآخر لكون هذه الأمور هي إلهية من رب العالمين فقط ولا يستطيع الإنسان تغييرها.
أما بالنسبة للمولود الجديد فنتبع نفس المراسيم لدى الديانات الأخرى، فختان الأطفال وتعميدهم يكون التعميد في معبد لالش حيث يقوم سادن المعبد برش الماء على وجه الطفل وتسمى (العين البيضاء) والدعاء من رب العالمين أن يبارك بالمولود ليكون إنسانا صالحاً مسالماً مجتهداً، وعند انتهاء هذه المراسيم يقوم أهل المولود برمي الحلويات (الجكليت) عليه تعبيراّ عن الفرح وبمشاركة الأهل والأقرباء والأصدقاء، ولاتوجد لدينا ظاهرة ختان الفتيات .
مراسيم العزاء و دفن الموتى
مراسيم العزاء و دفن الموتى لدى الإيزيدية مثل طقوس الديانات الأخرى، حيث يقوم رجال الدين بتغسيل الميت وبعد أداء المراسيم الدينية وقراءة رجال الدين لنصوص معينة للمتوفى لأنَّ الإنسان ضيف في هذه الدنيا والبقاء لله وحده ويرددون ” أن الإنسان جاء للحياة كضيف وخلق من تراب ويرجع مرة ثانية إلى التراب” ويذكرون أسماء الأولياء والصالحين الذي عاشوا وغادروا الحياة لأنَّ الدنيا فانية والبقاء لله وحده، ويجب دفن الميت وقت شروق الشمس ولغاية غروبها ولا يجوز الدفن بعد الغروب ويؤجل إلى اليوم الثاني، ثم يتم توزيع الحلوى(التمر أو التين أو الزبيب) على روح الفقيد ولسبع ليال وتقام مجالس العزاء لسبعة أيام ولهذه المناسبة طبخات خاصة (البرغل، الرز، والكشكي أو المطقوقة، الحبية، وتذبح الذبائح) تليها أربعينية الفقيد والذكرى السنوية مع ارتداء ملابس الحداد السوداء بصورة عامة، أما النساء الكبيرات في السن فيلبسن اللون الأبيض في الحداد (لأنه لون رحمة وصفاء)، وإذا كان المتوفى شاباً/ شابة فتعزف تراتيل خاصة وتوضع في كفي المتوفى قطع من أشيائه العزيزة، وعند وفاة الزوج يجوز للزوجة الزواج من آخر على أن تغادر مكان سكنها ومنطقتها احتراما لوالدي الزوج، أما بالنسبة للزوج فيجوز أن يتزوج داخل المنطقة أو خارجها ولكن على الأغلب يغير منطقة سكنه احتراما لوالدي الزوجة المتوفاة، ونادرا ما تتزوج الأرملة التي لديها أطفال بعد وفاة زوجها.


ميراث المرأة
وفي الديانة الإيزيدية المرأة لاترث، فالإرث للرجال فقط، وكان المجتمع الإيزيدي عشائرياً في بعض القرى ولكن في ظل التطورات الحياتية تغيرت هذه المفاهيم واختفت هذه الظاهرة وانحسر المجتمع العشائري وأصبح أكثر انفتاحاً وتحضراً، كما أثرت التطورات الحياتية على دور المرأة الإيزيدية وتعززت مكانتها في المجتمع، وتبوأت مراكز قيادية وشاركت في العملية السياسية وصنع القرار كنائبة في البرلمان مثل النائبة فيان الدخيل وخالدة خليل ونادية مراد سفيرة النوايا الحسنة، وهناك نساء إيزيديات اتخذن مكانتهن الاجتماعية طبيبات وأكاديميات وتدريسيات في الجامعات، وفي كل المجالات الثقافية ، يعني هناك تغيير جذري في أوضاع المرأة الإيزيدية في المجتمع، ولابدَّ من الإشارة إلى دور المرأة القيادي في ثلاثينيات القرن المنصرم حيث كانت لدينا أميرة إيزيدية اسمها (مها خاتون) تقود الإيزيدية كرئيسة الإمارة ، وبتطور الزمن توسعت مشاركة المرأة في المجتمع وعملية صنع القرار.


الأعياد – للإيزيديين أربعة أعياد:
العيد الأول: عيد رأس السنة الإيزيدية (يوم الخليقة، يوم تكوين الأرض) ويصادف في أول أربعاء من نيسان حسب التقويم الشرقي، ومن طقوسه سلق البيض وتلوينه بألوان الطبيعة، ويحرم الزواج في هذا العيد لكون شهر نيسان أجمل شهر في السنة كما تحرم الحراثة لأنَّه في هذا الشهر تنمو النباتات فلا يجوز قطعها احتراماَ للطبيعة.
العيد الثاني: عيد أربعينية الصيف ويبدأ من يوم (24) حزيران وينتهي يوم (2) آب ويستمر أربعين يوماَ وتكون حرارة الجو في ذروتها(تصل حرارة الجور إلى نصف درجة الغليان)، ويصوم رجال الدين وعامة الناس من يريد الصوم في هذه الأيام، وتكون أوقات الصيام من شروق الشمس لغاية غروبها من خلال الامتناع عن الطعام والشراب والصيام في اللسان والعيون والأذان يعني لا يجوز رؤية أو سماع أو التلفظ بكلمات بذيئة أو غيبة أو نميمة، وبعدها يأتي عيد الأربعينية لثلاثة أيام (31 تموز ، 1,2 آب) .
العيد الثالث: عيد الجماعية يصادف يوم (7 ولغاية 13/10) لمدة سبعة أيام وفي هذا العيد يزور معبد لالش أكثر من ( 200000) ألف إيزيدي من كل العالم لتأدية مراسيم العيد، ومن أهمها تقديم (عجل) قرابين إلى الله عز وجل لانتهاء موسم الخريف وبداية موسم الشتاء والدعاء إلى الله بنزول المطر والثلج ليكون موسم خير وبركة لأنَّ أغلب القرى التابعة للمنطقة قرى فلاحية وتعتمد في معيشتها على مهنة الزراعة .
العيد الرابع: عيد أربعينية الشتاء ويصادف من (24 كانون الأول ) وينتهي يوم (2 شباط) وهذه الأيام تشهد انخفاضاً في درجات الحرارة وتكون الأكثر برودة في السنة، وأيضاً يصوم رجال الدين ومن يريد من عامة الناس أن يصوم ويستمر العيد لمدة ثلاثة أيام ( 16,17,18) من شهر آذار في التقويم الشرقي، وبحضور رجال الدين يقوم الناس بجمع الحطب من الأشجار المكسورة والمحترقة واليابسة(فقط) من التلال المحيطة بالمعبد وتستمر هذه المراسيم طيلة أيام العيد ، بعدها يحرم قطع الأشجار لأن الشجرة لها روح مثل الإنسان .
وهناك مراسيم أخرى في شهر نيسان الشرقي الذي يختلف عن نيسان الغربي ب(13) يوما، يعني إذا كان نيسان 13 نيسان الغربي عند الإيزيدية يكون 1/4 يعني 13 يوما الفرق بينهما، الشرقي 1 شهر نيسان الغربي يضاف له (13) يوما ، ويقوم الإيزيدية خلال شهر كامل ابتداءاً من يوم (1) نيسان لغاية (1) أيار بزيارة معبد لالش لتأدية مراسيم عبادة خاصة، وكل قرية تختار لها يوم محدد للذهاب إلى المعبد لتقديم النذور مثل (العجول والخرفان) حسب إمكانيات كل القرية ويحملون معهم (اللبن، وخبز ركاك (أرغفة على شكل أقراص خفيفة جدا ومقرمشة) للتبرك وتقديمها لزوار المعبد وسدنته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى