“اذهب إلى رام الله” عزيزي سامي

أمير مخول | فلسطين

جاء لبرنامج “واجِه الصحافة”، فواجهته العنصرية المكثّفة وذهنية التفوق والتطهير العرقي، فلأول مرة يصدق في كلامه عضو الكنيست الليكودي السابق داني دانون الذي يتنافس على العودة الى موقعه، حين صرّح في وجه النائب سامي ابو شحادة: “يوجد هنا إجماع بأن تذهب إلى رام الله” وصرخت عضوتا الكنيست ميراف بن أري من يش عتيد (الحزب الحاكم) وهي رئيسة اللجنة البرلمانية للأمن الداخلي، ومعها عضوة الكنيست من يسرائيل بيتينو، ودعتا النائب أبو شحادة بهسيتيريا “إذهب الى رام الله”و “كُن عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني”. بل أكدت بن أري نواياها بأن يتقلّص تمثيل القائمة المشتركة وبأن لا تراها في الكنيست بتاتاً.
بدايةً، فإنّ فكرة اعتبار النواب العرب والقيادات العربية نواباً في المجلس التشريعي الفلسطيني أو المجلس الوطني الفلسطيني هي مسألة جديرة بالتفكير قلسطينياً، إلا انّ نوايانا لا تسير حسب نوايا الاجماع القومي الصهيوني الذي تحدث باسمه داني دانون إياه بل نوايانا نقيض نواياهم. لكن ليس هي موضوعنا حالياً.
طبعاً الصحفي العريق مقدّم البرنامج المتلفز “واجِه الصحافة” عوديد بن عامي اعتبر أقوال الترانسفير السياسي مسألة حريّة تعبير، وذلك ليس لأنها كذلك وإنما لكون قائليها يهود. وبدلاً من أن يدعو النائي سامي أبو شحادة الى مواجهة الصحافة، عمليا دعاه لمواجهة جوقة التحريض الدموي والتطهير العرقي ونزع الشرعية السياسية. هذا الأمر لا يثير العجب ولا الغرابة، فالمؤسسة الاعلامية الصهيونية أكثر عدوانيّة من قادة العدوان الاسرائيلي، وهي مؤسسة ترى بأنّ الأولوية ليهوديتها ولتوجهها الصهيوني والسياسي عند استضافة عربي فلسطيني أياً كان.
“إذهب الى رام الله” هي عنوان الأجماع القومي الصهيوني في المعركة الانتخابية الحالية، وهي لا تختلف عن بن غفير في شيء، سوى أن الاخير صوته العنصري عالٍ وأكثر مجاهرةً ووضوحا بينما قدرته على الفعل ضعيفة (لا زالت)، بينما الاجماع الصهيوني يملك عنصرية بن غفير وقدرته أكبر.
هذا التحريض الدموي والذي قد يدفع نحو نهج هدر الدماء والاغتيالات السياسية هو أبعد من أن نحصره في مسألة معركة انتخابية إسرائيلية، بل أنّ مواجهته هي مسؤوليتنا جميعا بغض النظر عن الانتخابات والموقف منها. إنها تتعلّق بمصيرنا في وطننا، بينما يرى الاجماع القومي الصهيوني أن بقاءنا هو مسألة فيها نظر.
سنذهب الى رام الله، والى يافا وإلى كل بقاع الوطن، وسنبقى حيثما نريد. لا وطن لنا غير هذا الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى