شَبْوَةُ عزباءُ مراهقةُ

د. محمود رمضان | مصر

صادفت في حقل الحياة
شَبْوَةُ عزباء مراهقة
ثلاثينية الوجد بيضاء اللون
ذهبية الوهج ملفتة
لدغات محياها
تجذب لب الفؤاد
في لحظات فارقة
إستوائية الميلاد
شبت في الأدغال
نظراتها مارقة

تنوء شجيرات الرمان عن حمل ثمارها بالحسن مثقلة
مخالب في الاحتضان كمعصرة لا دبس لا شهد مفرمة
ثأرت من العنكبوتة الهوجاء بلسعات متتالية مدمرة
أفصحت عن صومها ثلاثة عقود عذراء بعقود مبرمة

تمرد ذكر النمل المفترس يطرق الجحر يحوم وهي راقدة
لم يرق للقرد الذكي عذابها
أراد التلذذ فكانت مصيدة
جرارة
صفراء
ضريرة
شفافة
مؤذية
تشعرك الحب العذري
وعند اللدغة الأولى
الحواس الخمس فاقدة

مختلسة الوجد
وصولية الهوى
كهفية الرسم
سمها في القلب
لا مناص لا خلاص منه
للعمر قاضية
أغرتني
أغرت آلاف مثلي
تعلموا الرقص المتقن
وهي دارية
رقصوا..
رقصت أنا..
تلك رقصة الموت المحتم
والآلام عظة الحياة فانية

لا
لا
لا تصدق..
أيها العُقْربان
لا شَبْوَةُ تُضحي بحياتها
مهما أقسمت
وأوضحت البيان كاذبة
عش سعيداً
لا تأمن مكر العنكبوت
ولا لدغ العقارب
وإن كان لثماً
من شَبْوَة عزباء
مراهقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى