عليك اللعنة يا حبيبي

ياسمين كنعان
كان يجيد تغيير المقاطع والتلاعب بالكلمات واستبدال مفردة بأخرى.. مرة استعار أبيات شعر لنزار قباني قال لها وهو يحاول أن يطرد مخاوفها ويخفف من وطأة الحرب ولعنة الحرب ووساوسها الكثيرة:
” وما بين حب، وحرب أحبك أنت
وما بين قذيفة أخطأتني
وواحدة سوف تأتي أفتش
عنك هنا وهناك
كأن الزمان الوحيد
زمانك أنت
وما بين رصاصة تجيء
وأخرى تمضي
هناك خمس دقائق
أدعوك فيها لفنجان شاي
قبل الرحيل
هنالك خمس دقائق
بها أطمئن عليك قليلا
وأشكو اليك همومى قليلا..!”
ويستمر في حماقاته حتى تنتهي القصيدة..!
كانت تلعنه مرارا وتلعن دمه البارد، كيف له أن يستخف بالموت على هذا النحو، كيف له أن يحارب جحيم الحرب بالكلمات.. كيف له أن يرقص على لحن جنائزي، كيف له أن يسخر من الموت وهو يشرع له صدره العاري..؟!
عليك اللعنة يا حبيبي لأنك آمنت بالحب والشعر والغناء وكفرت بالموت، عليك اللعنة حيث أنت تحت الركام، لا قبر يحتويك ولا شاهد يدل على مكانك، لا نظرة أخيرة ولا قبلة على الجبين، عليك اللعنة في أبدية غيابك..قل لي هل باستطاعتك الآن أن تتلاعب بالمفردات لتستعيد حياتك ولو قليلا..أيها الأحمق الذي ظن أن الموت لعبة، هل أعجبتك لعبة الموت يا حبيبي..هل أعجبتك..؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى