سماء بلا أقدام

خالد جمال الموسوي | العراق

يا صاحبي السجن هل كنتم كسنبلة
أتاها الريح غدرا خانها الثمر

|||
وقفت على عين الغمام إذ عيناي ماطرة
حتى غرقنا وكان الحلم ينتظر

|||
سكرت مع الأشجار والخمر كان دمي
حتى ثملنا وأهل الأرض قد سكروا

|||
ما أنبت القلب جرحا جذره وطن
جراح الكون جمعا فيه تختصر

|||
كم عاتب البحر غيما كان يمطره
جراحا فشاب الماء والمطر

|||
سماء بلا أقدام تمشي على قلق
والليل يحكي عراك الشمس والقمر

|||
مذ طار قلبي بسرب كان معظمه
قلوب عشها الأحساس يحتضر

|||
كم كان للموتى أنين كله شجن
قبور الأرض صارت منه تنفجر

|||
كم كان للمرآة نحت من ملامحه
وجوه الدهر صلت فوقها الصور

|||
كم صار يزني بنا التاريخ من زمن
حرق الليالي وإذ بالشمس تنتحر

|||
تتوحم الوديان أن تعلو الجبال
ومالها عجزت وان الحلم يندثر

|||
نصطاد أحلاما برحم الدهر ماكثة
أضغاث دخان وفي تفسيرها الخطر

|||
كم عانت الجدران من حمل السقوف
وفجرت دمعا بكاه الصخر والحجر

|||
يا حاصدين القمح هل من خبزكم نبأ
تنورنا بئر ودلو الجوع منكسر

|||
في عقلنا وكر من الأشباح مصدره
أهل الفكر ماتوا وأهل الجهل تشتهر

|||
قتلنا الموت شيعناه في فرح
حتى أتونا جنود الموت قد مكروا

|||
سيل من الغربان تجتاح منزلنا
هل ترجو من الذئب أن يرحمك يا بشر

|||
وجه الضباب أراه اليوم مبتسما
جن أهذا أم يبدو خانه البصر

|||
غروب الشمس للأفلاك يرعبها
لانوم يأتي وفي أحداقها السهر

|||
وقفت على قبري وإذ بالروح ترمقني
نزلت تحتي ونفس فوقي تنتظر

|||
كما من الأجساد في الأرض ندفنها
حتى كبرنا وإذ أجسادنا شجر

|||
إذ قال يونس يا نوح أ تنقذني
عبر الزمان وجاء الرد معتذر

|||
من أقصى وادي الموت قد جاءنا رجل
ينادي عراقا وجاء الرد منتصر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى