أدب

الشاعر محمد البريكي يضئ سماء تونس بالشعر والجمال

عالم الثقافة| تونس
تواصلا مع الكلمة المبدعة ومع الجمهور المحب للشعر، لبى الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة دعوات للمشاركة في معرض تونس الدولي للكتاب والمعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس وقد حظيت لقاءات الشاعر باهتمام الشعراء ونقاد الشعر والعديد من المثقفين، وقد بدأ الشاعر أولى جولاته الشعرية يوم الجمعة الماضية إذ كان على موعد مع جمهور معرض تونس الدولى للكتاب في أمسية باح فيها الشاعر بمواجده للبلد المضيف فضلا عن العديد من القصائد التي حملت طابعا وجدانيا خالصا والتي لامست قلوب الناس في هذا البلد المخلص للشعر وللثقافة الإنسانية بوجه عام.

ومن ضمن الأشعار قصيدة “حنبلي” التي قدمها البريكي في هذه الأمسية التي يقول فيها:

هنالكَ حَيْثُ الأرضُ عَذْرا، فَقُلْ لها:
أيا تونُسُ الخَضْراءُ بالله أقْبِلي

فإنَّكِ في قرطاجَ بنتٌ أميرةٌ
تقولينَ: مَنْ؟ قلتُ: المُتَيَّمُ، فانزلي

لنعقِدَ بينَ البحرِ والبحرِ صفقةً
وبحرُ قصيدي لا يخونُكِ فاسألي

أُعَتِّقُ “شاياً” تونسيّاً بأحرُفي
وإنْ قلتُ “برشا نْحبْ” فالحبُّ مَنهَلي

وليسَ لعينِ الفاتناتِ وإنَّما
لتونسَ إنساناً وأرضاً تجمُّلي

وليسَ لأنَّ الفاتناتِ أعافُها
ولكنْ لطهرِ الفاتناتِ تغزُّلي

وتونسُ أمٌّ والقصيدةُ طفلةٌ
مدُللة ٌفيها بأغلى التدلُّلِ

فها هي تونس الخضراء تزدهي في شعره فيبرز مكانتها في قلبه حبا لها وافتتانا بجمالها
كما ألقي أيضا قصيدة بعنوان . “نخلة العشاق” يقول:

قرطاجُ جئتُكِ قلباً قد تعلَّقَ في
ريشِ السحابِ وأمضى العمرَ مُبْتَعِدا

عُشبُ المطاراتِ يدري من أنا وأنا
لستُ الذي صادقَ الغيمات ثُمَّ عَدا

أتيتُ أحملُ طيناً لو عجنتُ بِهِ
قلباً عصيّاً لصارَ القلبُ نبضَ هُدى

أتيتُ نافرةً روحي وذاكرتي
من كلِّ طائفةٍ لا تحرسُ الأمَدا

في الروحِ مئذنةٌ نادى بها وجعي
من ذا يُعيدُ ليَ الإنسانَ لو بَعَدا

الأرضُ في حاجةِ الإنسانِ يحمِلُها
روحاً تشقُّ طريقَ الوصلِ.. لا جسدا

في أجواء عامرة بالشعر والتألق والجمال والتي عانق خلالها الجمهور أجل الكلمات الشعرية وأكثرها قربا من النفس، شارك الشاعر محمد عبدالله البريكي في قراءات شعرية نظمها المعهد العالي للعلوم الإنسانية في تونس مع الشعراء خالد الوغلاني وزكريا العيساوي وعبدالعزيز الهمامي فكانت أصبوحة أضاء فيها الشعر وغنى فيها الشعراء والتحم الجمهور مع دفقات الخيال ومدى قدرة الشعراء على توظيف حالاتهم الشجية بما يمتع الجمهور حيث قرأ الشاعر محمد عبدالله البريكي الكثير من قصائده التي أطلع عليها الجمهور لأول مرة فضلا عن قصائد أخرى احتفظت بها الذاكرة في مثل هذه الأمسيات المشعة بالجمال حيث ألقي الشاعر من قصيدة بكائية الغيم التي تقول كلماتها:

عَييتُ بهذي الأرضِ كَيْفَ حَمَلْتُها
على مَتْنِ ضِلْعٍ قَدْ أراهُ مُكَسَّرا

وَقَدْ لا أرى في قِصّتي كَيْدَ إخْوَةٍ
ولكنْ سيأتيني القَميصُ مُبَشِّرا

ولا حلَّ إلّا أنّني قلتُ مثلَهُ:
“نُحاوِلُ مُلْكاً أو نَموتَ فَنُعْذَرا”

وما الحُبُّ بَيْنَ النّاسِ إلّا خديعةٌ
لِما قَدْ يَراهُ النّاسُ شَرّاً مُؤَطَّرا

وما الشِّعْرُ الّا النّارُ في كَفِّ شاعرٍ
يُذيبُ بها ما شاءَ أو تَحْمِلُ القِرى

وهكذا عبر الشاعر البريكي إلى الضفة الأخرى من أمسياته في تونس الخضراء التي وافقت يوم السبت الماضي في المعهد العالي للعلوم الإنسانية.
وصرح الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة أن مثل هذه الأمسيات الشعرية التي يقابل فيها الشاعر جمهور مثقف واع يجعل للقصيدة بهاء لا يحد وفي الوقت نفسه أعرب البريكي عن شكره العميق للدعوات التي وصلته من الشقيقة تونس الخضراء من القائمين على معرض تونس الدولي للكتاب وكذلك المعهد العالي للعلوم الإنسانية لافتا إلى أن تونس بقامتها الثقافية وتاثيرها البالغ في الثقافة العربية هي منارة شعرية أصيلة وأن التعاطي مع جمهورها المبدع المحب للشعر يجعل من الحضور إليها أمرا يدعو للفخر مثمنا هذه الرحلة الشعرية التي تجعله دائما متواصلا مع المشهد الإبداعي الشعري الغزير والمشع بالجمال والدهشة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى