بلاد ما بين القهرين
خالد عيسى | هلسنبوري _ السويد
الأحزان مهنة عراقية عريقة لشعب يولد من دموع، ويبحث عن أفراحه الضائعة منذ ان سميت بلاده “أرض السواد” ..
كان لي صديق عراقي يبكي وهو يتفرج حتى على فيلم كرتون، ومع كل هذا البكاء العراقي يطلقون على المتظاهرين في العراق قنابل مسيلة للدموع.. وكأن العراقي يحتاج الى وسائل مساعدة للبكاء وهو يبكي منذ “جلجامش” ..
موال عراقي واحد في أغنية عراقية يسيّل دموع شعب من السعداء ..
رحم الله صديقي الشاعر العراقي الراحل شريف الربيعي الذي كان يعلق بطرافة على شعار الحزب الشيوعي العراقي: “وطن حر.. وشعب سعيد” حين يقول لي: وطن حر ممكن .. ولكن عراقي سعيد مستحيل..
يحق لهذا العراقي المثخن بالأحزان بوطن يعيش به سعيدا مثل كل شعوب الدنيا بلا دموع القهر التاريخي الذي عاشه العراق منذ الحجاج إلى مصطفى الكاظمي .