ابدأ من تاني وعافر مع حلم جديد

د. أسماء السيد سامح | مصر

مش مستحيل الوصول للسعادة على فكرة، وماهياش مكتوبة بالحبر السري ولا باسم ناس عن ناس، ولا لازم نبذل مجهود خرافي عشان تبقى من نصيبنا، السر ممكن تلخيصه في كلمة واحدة بس: الرضا.

الرضا باللي اتحقق من الرحلة -أيا كان- والرضا باللي جاي، أيا كان برضه، والتسليم بإننا نستحق اللي وصلنا له.

بمعنى إنك تقبل اللي صار، مش ما تبقاش طموح، لا، اتشقلب وكافح وذاكر واشتغل واتعب وحاول تطول النجوم، لكن أيا كان اللي هترسى عليه في النهاية: ارضى بيه، وابدأ من تاني وعافر مع حلم جديد.. وهكذا.

وبعيد عن غرورنا الشخصي إننا برنسات وما بنغلطش وأحسن ناس في الكوكب وإن الآخرين هم اللي أغبيا وما يستحقوناش، وإننا جينا الزمن ده غلط وخسارة في مجرة درب التبانة؛ فيه مساحة واهية جدا من الصدق مع الذات بتقول إننا عارفين كويس إحنا عملنا إيه، وإيه أخطاءنا وإيه اللي ما كانش يصح، وإيه اللي ما كانش لازم نعمله عشان ما نوصلش للنقطة دي!

ومناطحة كل شيء، واستعادة ذكريات الهزيمة كل شوية، والضيق والخنقة والخناق مع نفسنا ومع الكون، ومحاولة إحياء الموتى والعلاقات منتهية الصلاحية، أو أخد جنب ورفع إيدنا عن الحياة والانعزال التام، مش هيوصلنا لأي حاجة ولا هيغير شيء، إنما النظر بعين الرضا والتسليم لكل اللي فات.. هيغيّر، لأنك بكده بتقر بالمسؤولية وبتعترف بالتقصير وبتحط عتبة ثابتة تحت رجلك تبدأ من عليها، نقطة ومن أول السطر.

وفي السطر الجديد، ما تكررش أخطاءك، ما تمشيش نفس الخطوات وتتوقع نهايات مختلفة، ما تمسكش في نفس الأشخاص الغلط، ما تفتحش الباب للتجارب نفسها اللي قصمت ضهرك، ما تفضّلش حد ما يستحقش على نفسك، ما تعملش حاجة مش مقتنع بيها، وبطّل تتفرج على الحياة وبينك وبينها لوح إزاز ضخم من خيالاتك وأوهامك وأمنياتك.. وعيش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى