بابُ المدى

محمد السكتاوي | المغرب

الصورة بعدسة الشاعر: مقعدان فارغان وكلب على شاطيء أصيلة
مضى عام و الكلب صامت
في شاطئ أصيلة*
يتمدد على الرمل المبتل بالمد
محدقا بحزن إنسان مقهور
إلى باب مفتوح على المدى
ربما منه خرج صاحبه
ولم يعد

شعرتُ أنني صرت
مثله كلبا
نبحْتُ مُرتَعِبا:
هَوْ هوْ هَوْ
لماذا تركتَ زرقة
الضباب وراءك
والتفت تحدق في رماد السراب
لن يأتي أحد من هذا الاتجاه؟

حرك رأسه بلامعنى
وأغمض عينيه في استرخاء
نبحْتُ ثانية بغضب ليسمعني:
هل أعياك هذيان العالم
وثرثرة مقعدين فارغين على البحر
لرجل وامرأة غابا في لجة اليم؟
غمغم واستمر غارقا في صمته

نبَحْتُ يائسا لآخر مرة:
هَوْ هَوْ هَوْ
لا أنتظر منك جوابا وأنت المهجور
في هذا الشاطئ المنسي
أعرف أنك جائع
تلعق الطحالب الميتة
وجوف المحارات الخاوية
وكثير من الناس مثلك جوعى
يأكلون صخب حرب الكبار

هَوْ هَوْ هَوْ
وأعرف أن عين الله بعيدة عنك
فدعني أيها الوفي
أتمدد بجنبك على الرمل
لعل موجة ترمينا إلى ضفة كون آخر
—————-

هامش:

أصيلة: مدينة صغيرة على المحيط الأطلسي شمال المغرب، معروفة بأجوائها الثقافية وكثرة كتابها وشعرائها ورساميها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى