ضجر … ماذا يقول الغد؟

عبد الله الجيزاني | شاعر عراقي مقيم في لندن

تنهض متأخر  كأنكّ حامل أثقالاً

أنئذٍ لا طاقة لكَ على التحمل

 رغم ذلك ،،

استطعت السير على قدمين واهنتين ،

أرقهن الانتظار والترقب

الفضاء الصغير المحدد والمرسوم بين جدران أزلية تقطنكّ منذ أزمان

 تغزو  جميع الاتجاهات وبدون هدف واضح

تبقى هكذا سوى أن تأكل

 وتسمع الأخبار وتنام

لا شيء يسر، رائحة الموت تصدعكَ

عطل يصيب المخيلة

تقرأ تضجر

تكتب تضجر

هل تستطيع أن تكتب عن الحب؟

كيف والقصيدة عندك هي الحب كله ُ؟

أو السياسة في بلاد الواق واق مثلاً

أم عن بلاد تحبها وضاعت منك إلى الأبد

أو تغني بدون جمهور وبصوت مبحوح

 ماذا عساك أن تفعل والجائحة تزاحم الناس في الطرقات والردهات؟

تنطوي الحاجة إلى سويعات باذخة

 الضائقة أنشبت أظافرها وأدمت القلوب

 الأجواء مليئة بكل ما يكدر النفس

 بؤس المألات التي أظهرت عجزنا

أنى أتجهت تلتقي بخواء

 والذين لا يملكون الفطنة

يغرقونكَ بفيض من ما لا يسر سماعه في مثل هذه الأيام

تأكل، وتسمع الأخبار، وتنام،، وهكذا دواليك،

تستيقظ تسمع الأخبار، تأكل، ثم تقوم ببعض المحاولات لكي تثبت وجودك تفشل في إيقاظ ما مبهم أمامكَ

حياة مملة بلا جدوى أرغمنا عليها؟

لو أعدنا  شريط الأحداث السعيدة

سيكون يومكَ يبدأ، بنهار ربيعي مشمس، تستيقظ تملؤكَ نشوة غامرة، تتعطر برائحة أزهار التوليب المتناسقة في أرجاء الحديقة المطلة عليها شرفة البيت، الأصوات في الخارج تشي بألفة مفرحة، ترتشف قهوتك بتأمل شفيف وأنتّ تتابع المشهد أمامك على الشوارع الفرعية، تحصي عدد مرور الكلاب األيفة وسعادة مرافقيها، وكذلك الطيور الباحثة عن ما يسد رمقها، المتروك على العشب الأخضر المتناسق وحتى السنونو الوادع وهو يتسلق الشجرة المعمرة الغافية بالقرب من إطلالتك، أهاتف بعض الأصدقاء رداً على مكالماتهم بالأمس واليوم صباحاً، ‏أنتهي من كل ذلك، ثم أرتدي ملابسي وأخرج، الشوارع مكتظة بالوجوه الباسمة جمال يشع في تلك اللحظات الحلوة، أنزل إلى محطة الترام واجهتي إلى المول المكان الذي أقابل الأصدقاء هناك، وهناك أقضي ساعات الظهيرة أحتسي القهوة وقطعة كيك مع قنينة ماء طبيعي، وأهتف بصوت مسموع مرحبا أيتها الحياة

مازالت دنيانا عامرة بالخير

ومازال الأمل كل الأمل بحياة سعيدة للبشرية، خالية من أعتى الفايروسات وأقذر الحروب، وأبشع الدكتاتوريات

ويبقى الإنسان أغلى رأسمال في الوجود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى