واقعية الحضور وشعرية الهواجس.. قراءة في نص ” علاقة أخرى” للشاعر عبد الحكم العلامي
عمارة إبراهيم | شاعر وناقد مصري
أولا – النص: علاقة أخرى
قل لي إذن:
كيف استطعت أن تفكٌ شفرة المعادلة
بهذا اليسر /
/ معادلة الرغبة الملحة في معانقة الحياة ،
في مواجهة رغبة أكثر إلحاحا
في الظفر بالشهادة ؟!
كيف استطعت أن تقيم عرسا لهذه الشهيدة
في مقابل حضور موحش لرائحة الموت ،
وعويل الجنائز ؟!
كيف استطعت أن تلتقط لغة هذا النص ،
بهذه الحرفية التي جعلت من تلك اللغة
كائنات حية تسعى
على هذه الأرض؟!
كيف استطعت أن تعبر على المهاد والنجاد
بهذه الخفة المذهلة
والرشاقة المدهشة ؟!
قل لي يا رفيق كيف احتملت
مغالبة الدموع بعد انتهائك
من كتابة هذا النص ؟!!!
ثانيا – القراءة
من الكتابات الشعرية القليلة في تاريخ الشعر العربي أن يلقي الشاعر علي مائدة الكتابة هواجسه الخاصة عن الوجودية وتناقضها الحالي في المصير الإنساني ويضعها في محك واضح تغلب عليه مزاجية الشعر علي واقعية مصير الإنسان بين تقريرية الحدث وجمالية البناء في واقعية الحضور النفسي المشحون عبر المفردات التي قررتها دفقة الأحوال؛ ليبين حقيقة هذه المحكات داخل النفس البشرية ومدي احتمالية استدعائها في حضورها الشعري المهيب.
كما انه رسم لنا تصوراته التي لم تخل من الاحالة العامة حتي ينبغي علي الإنسان معايشتها وفصل واقع الحياة عن التفكير في اللحظة المستدعاة وهي اللحظة المصيرية.
كما أن اختيار الشاعر لتقنية كتابة هذه الحالة وهي تعبر عن مراوغات حضورية داخل كل نفس تصعد بدافعها في هذا المضمار كي تنسجم بنية العام في سياقها الواحد لكنها متعددة الدلالة ثم يحيلها بدهشة وتفرد بتقنية تحويل المسار العضوي المنسجم أيضا بين تقنية بنية العام وبنية الخاص ليجسد مفهوما شعريا مغايرا يجمع الدوال المحلقة في مجمل النص فيربطها بختام النص المدهش حتي لحظة انتهاء دفقة أفعاله في بنية الأحوال العامة.
باختصار؛ نص شعري منح الشعر ضروراته الإنسانية عبر بناء واقعية جمالية ولغة التفرد التي تديرأحواله لتجمع المصير الإنساني مع التأمل الشديد في مواجهته بقبوله في صيغة حياة لابد أن تستمر.