محمد البريكي: «مدن في مرايا الغمام» تنبض بالمحبة
أبوظبي ــ عبير يونس
«مدن في مرايا الغمام» عنوان الديوان الأخير الذي أصدره الشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة. يذهب بالقارئ إلى عدة مدن عربية ويرويها كشاعر قادر على رؤية ما وراء الأشكال والتكوين.
إذ أوضح: «من يقرأ الديوان، يقرأ تلك الروابط المتينة التي تجمعني بالمدن، فهذه المدن ليست العمران، ولا ناطحات السحاب، إنها الإنسان، والمشاعر المشتركة، وأشجار المحبة، وتغريد الوصل». وأشار في حديثه لـ«البيان» إلى أن طموحه لا يتوقف عند تجربته وذكر: «أطمح إلى بقاء الشعر العربي متوهّجاً، عبر شعراء يجعلون من القصيدة حقلاً من الفردوس، وجنائن من الدهشة، وأن أبقى بالقلوب والذاكرة نبضاً حيّاً لا يموت».
ذاكرة شعرية
«مدن في مرايا الغمام» الصادر عن دار موزاييك للدراسات والنشر جاء بعد حوالي 10 دواوين أصدرها محمد البريكي ما بين الفصحى والنبطي، وعن الاختلاف الذي يميزه عندما نشره من قبل ذكر: «أن هذا الديوان محتواه متعلق بالسفر، ومتشبث بجمال المدن وتفاصيلها، وما شاهدته في رحلتي مع المطارات والسفر والناس والشوارع والأشجار وغيرها من التفاصيل التي بقيت عالقة في الذاكرة، فتفجر ماء القصيدة ليسيل عبر أودية المعنى، لعله يترك أثراً وحياة في الذاكرة الشعرية».
وفسر البريكي سبب اختياره العنوان: «اتخذت من المرايا رمزية ودلالة تشير لما شاهدته بهذه المدن، وهي تعبر عن رؤيتي الخاصة حول كل تفاصيلها، سواءً تلك التي زرتها، أو التي طرت إليها على غيم المحبة، وأجنحة الخيال، لكنها مدنٌ مكشوفة أمامي، فهي نابضةٌ بالوصل والمحبة والإبداع، ولا تحول الحدود ولا المطارات دون الوصل والتواصل مع الإنسان فيها، فهو نبضها وحياتها، لذلك أفرح لفرحه، وأحزن لحزنه، وأتشارك معه وجدانيّاً تفاصيل حياته».
وأضاف: «السفر لهذه المدن تدافع لحركة السكون لدي، ففي الحركة ألتقي الإنسان بكل تناقضاته، أسجل المشاهد بعين اليقين، ثم أدون رؤيتي الخاصة التي قد تتوافق أو لا تتوافق مع رؤى كثيرة في الإبداع».
علاقة طويلة
وقع البريكي على ديوانه الأخير في معرض عمان الدولي للكتاب ومن ثم أقام أمسية شعرية. عن هذا قال: «علاقتي بالأردن طويلة، أحفظ أماكنها وشوارعها وتفاصيلها، لي فيها قلوب صادقة مخلصة تقدر الإبداع والتواصل الإنساني الراقي الذي يبتعد عن الماديات والمصالح، الأردن تأسرني بناسها، وتتجذر في ذاكرتي بتجذر جبالها وتاريخها، وقد مررت على الكثير من الأماكن، وسمحت لطير شعري بأن يغرد على منابر كثيرة».
وبين: «لذلك فأمسياتي فيها تطير بي على أجنـحــــــــة الفرح، وتشعرني بالرضا عن شعري الذي يبوح لها بصدق، وأفخر بأني كنت في أولى أمسيات المعرض ».