سوالف حريم.. الثرثرة من حديد صديء
حلوة زحايكة | القدس – فلسطين المحتلة
أنا شخصيا لا أؤمن بما يسمى يوم المرأة العالمي، ولا بيوم الرجل، ولا بعيد الأمّ ولا عيد الأب، فمسيرة الحياة يجب أن يشارك فيها الرّجل والمرأة والطفل والشّيخ، والأمّ والأب بشكل يوميّ ودائم، وليس يوما واحدا في العام، هذا اليوم جاءتني صديقة بحجة تهنئتي بيوم المرأة العالمي، فرحبت بها كما تقتضي العادات التي توارثناها، وفور دخولها بيتي لم يدخل لسانها فمها، فقد بقيت تثرثر بشكل متواصل دون أن تضع فاصلة أو نقطة. ولم تترك قريبا أو بعيدا من رشقات لسانها الشبيهة بطلقات الرصاص، لم تعطني فرصة للحديث أو للدفاع عن أحد هاجمته وأشبعته قذفا ورجما، وحتى لم تسكت عندما استأذنتها بإعداد فنجاني قهوة لي ولها، فلحقتني إلى المطبخ، حتّى القهوة لم تسلم من لسانها، فقالت: الله يرحم أيام زمان حيث كان للقهوة مذاق آخر!.
احتست القهوة ولم تتوقف عن الثرثرة بين رشفة وأخرى، ممّا جعل جزءا من القهوة يندلق على شفتها السفلى لتنحدر على رقبتها، فلم أتمالك نفسي من الضحك وهي تمسح القهوة عن رقبتها بيدها وتحمد الله أن الجوّ بارد، ممّا حماها من لسعة حرارة القهوة. بقيت تثرثر لمدّة تزيد عن أربع ساعات، لم أستطع خلالها القيام بأعمال البيت، وعندما وقفت للانصراف دون استئذان قالت: الله يقطع هالعيشة، والله الواحد ما عاد عنده وقت حتى يتكلم فيه!