إخوة يوسف

سمير حماد | سوريا

كم طال بك الدمع , ياشام

 وأنت تطلّين على الوقت

بعيون دامية, وأكفان من اللهيب

تجوس في أرضك الحرائق

وثرثرات الخوف, وسواطير الرعب

لاتخلو سطور جريدة من  أنين الياسمين

ولم  تترك  شاشة تلفاز لأطفالك بسمة

صرْت الخارطةَ الأكثرَ أهمية

على مكاتب الجنرالات وأمراء الحرب

يشرّحونك في الصحف, ويأكلون لحمك

صباح مساء

يسحق الغزاة أجساد أبنائك

ويقتلعون الأزهار , زهرة زهرة

ويلقونها في النار, أو يَذْرونها في الريح

 السنون تمرّ,  طويلة ….لاتنتهي

لم يُطلّ القمر فيها, على حلم طفل

ولم يحرّك النسيم شعرة من ضمير العالم

لم تعد الأزهار تكفي لوداع الموتى

لم  تعدْ سماؤنا تمطر, سوى الدم والدموع

لاتنظري اليّ  بكل هذا العتب …..أيتها الحبيبة

وبكل هذا  اليأس , 

لست أنا من ساهم في قتلك

أو دنّس عشبك,  وخيب أحلامك

لقد  خانني أخوتي كما فعل  إخوة  يوسف

ليس لدي سوى كلماتي

دعيني اريق على اسمك

فنجانا من الدم أو الدمع ….

واتركيني  ابكي ,  وابكي ….طويلاً

حتى بزوغ الفجر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى