رسائلي إلى مارغريت 13

صالح علي-شاعر وكاتب سوري

عمت مساءً يا مارغريت
حاولت أن أغيّر اسمك، واكتب رسائلي باسمٍ آخر، فلم تسعقني الأبجديات، وضاقت فضاءات قواميسي عن احتواء اسم غيرك ،
ولعلّلك تتساءلين عن سبب هذه الرسالة في هذا الوقت المتأخر من الليل، وإليك الجواب بعد أن هجع الناس، ونامت العيون، وأبلست الوحوش، وأخرس الطير، لم تبق إلا الشعراء تصرخ في مهايع المجاز ، وتطرق أبوب الحزن والبكاء، وتستميل قلوب ذوي الوجد ، وتبعث في جمر الشوق بخورها العذب وتقول لك بصوتها الرخيم:
ولست بمنكر ما عشت يومًا
ودادكِ يا مطـهرّة الودادِ!
لكم في القلب حقٌّ مستباحُ
وفــي عيني مكانك بالسوادِ
ولو ضاقت بي الدنيا فإنّي
جعلت بوجهك الصافي بلادي

لقد عاودني الشوق، وأعلم أنّي قد كبرت عليه، ولكن ما ذنبي؟ إذا كانت القلوب مجبولة عليه والنفس ممتلئة به والروح عطشى إليه،
وليس الشوق وحده يعلم الله من دعاني إلى الكتابة إليك إنّما أنّي قضيت معظم نهاري نائما اليوم، فقاتل الله السهر كم يرهق البدن ويبعث على الخور فقررت أن انتقص من حدّته بالكتابة وأبثّك بعض ما أجد
لعلّه يوافق منك قلبًا رؤوفًا ونفسًا طيّبة تردّ الجميل جميلا وتعرض عن الإساءة تكرّما
والسلام

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى