ما قاله جدي الشرياني
يونس البورسعيدي | سلطنة عمان
[ إن الثمانين وبُلّغـتُـها
قد أحوجتْ سمعي إلى ترجمان]
أستذكر جدي الشيخ محمد بن علي الشرياني – رحمه الله تعالى – قد استشهد بهذا البيت، ولكن حوّر عجزه بما يناسب المقام، وكان رحمه الله تعالى قد أُجريتْ له عملية جراحية، فعاده ضيوف يطمئنون ويسلّمون عليه.
لا أتذكر ما هو التحوير الذي أجراه على العجز، ولكني ظللتُ أحفظ البيت هكذا، وفهمي لكلمة (بُلّغتُها) أن الشاعر، أو جدي الشرياني في ذلك المجلس يخاطب نفسه في البيت.
بعد سنينٍ وسنين مضتْ وجدتُ البيت وقرأتُ عنه في كتاب الشواهد الشعرية بكلمة (وبُلّغْتَها) للمخاطَب، أي أن الشاعر عوف بن محلّم الذي بلغ الثمانين، يخاطب ممدوحه فيقول (إن الثمانين أحوجت سمعي إلى ترجمان، أطال الله عمرك وبُلّغتَ الثمانين).
وفي لقاء سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مع علي الظفيري، حوّر البيتَ ولكن ليس كما فعل جدّي الشرياني بتحوير عجز البيت، بل بتحوير الإشارة _كما أسمّيه هنا _ فشيخنا الخليلي قال (وبُلّغتُها)، إشارة إلى أنه بلغ الثمانين.
مثل هذه الأبيات لا يقال عنها شوارد، ما دامت تحضر عند ذاكرة الناس استشهادا على حال، بغضّ النظر عن القيم الفنية العالية في البيت من عدمه، لأنها تحكي عن التجارب الإنسانية فتصير مرايا يرى الناس فيها أنفسهم.