قاب شمسين.. في المديح النبوي الشريف
أنس الدغيم | سورية
وحدَه كانَ حينَ كانوا نِياما
حينَ لم يتركِ الكلامُ كلاما
|||
وحدَه كان فوقَ طُورِ التجلّي
ينهَزُ الشّمسَ كي تشعَّ غراما
|||
كانت الأِرضُ قابَ شمسَينِ، كانتْ
تتهجّى مِن العطورِ الخِتاما
|||
تتقرّى ملامحَ الطُّهرِ فيها
فاصطفى الله للجمالِ إماما
|||
ليس أعمى مَن لم يرَ النّورَ لكنْ
كان من فَرْطِ ما رأى يتعامى
|||
بعدَ يُتْمَينِ قامَ أجملُ طفلٍ
ذاقَ فوقَ الذي يذوقُ اليتامى
|||
يمسحُ الحزنَ عن ملايينَ كانوا
قبلَ أن يمسحَ اليتيمُ أَيامى
|||
إنَّ من أرضعَتْه لم تَكُ تدري
أنّها تُرضِعُ النّدى والغَماما
|||
كان أنقى مِن ماءِ زمزمَ ماءً
ولِأرقى الأخلاقِ كانَ التَّماما
|||
وهلالاً رأتْهُ عَينا (بَحيرا)
فنَوى حينما رآهُ الصِّياما
|||
كان للّيلِ ما له وعليهِ
ولقلبٍ توسّدَ الآلاما
|||
أنْ يَكِنَّ الغرامُ فيهِ لِماما
ويَهيجَ الغرامُ فيهِ لِماما
|||
في هزيعٍ من الأماني وما في
جَعبةِ الرّوحِ غيرُ نورٍ تسامى
|||
سبقَ الفجرَ ثمّ شدّ فؤاداً
نحو غارٍ من صخرتَينِ وغاما
|||
بين تلك التّلالِ مرّ سريعاً
كاليمامِ الذي يمرُّ يَماما
|||
وتسلّلتُ خلفَه كان شيءٌ
ليس كالشّيءِ حوله يترامى
|||
شفقٌ، هالةٌ، ضياءٌ وثوبٌ
تحته خاتَمٌ ومِسكُ خُزامى
|||
إنّ غاراً بنَعلِهِ قد تَزَيّا
هوأعلى من السّماءِ مَقاما
|||
ليسَ أغنى من الذي حازَ مُلكاً
ورأى الخَلَّ نعمةً وإداما
|||
يَعْظُمُ الشِّعْبُ بالذي فيه شأناً
وبهم لا تُرى الخيامُ خِياما
|||
إنّ مَن كان للدّراويشِ بيتاً
صارَ للطّائفينَ بيتاً حراما
|||
قمرٌ واستدارَ لحظةَ مرّتْ
ريشةٌ من جناحِ جبريلَ قاما
|||
لم يكنْ يحملُ البراقُ نبيّاً
حملَ الطُّهرَ كلَّه والسّلاما
|||
بين هاءِ الهُدى وتاءِ التجلّي
لم يضِلَّ الفؤادُ إذْ هو هاما
|||
الذي قام مِن أناهُ يتيماً
كيف صلّى بالأنبياءِ إماما؟
|||
عيّروني بأنّني حين أهوى
أخلعُ القلبَ للحبيبِ هياما
|||
وبأنّي أطيرُ من عُشِّ روحي
نحو روحِ الذي أحبُّ حَماما
|||
أنتَ لستَ الذي أُحِبُّ تماماً
أنت فوقَ الذي أحبُّ تماما
|||
وأنا من أنا وما كنتُ كَعْباً
لأصوغَ الهوى ولا الخَيّاما
|||
غيرَ أنّي جمَّلْتُ شِعريَ فاخلَعْ
بُردةً منكَ تسترُ المستَهاما