رائحة التفاح

قصة: بروفسور حسين علي غالب بابان
أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا
babanspp@gmail.com

أسير بالجبل و الخراف أمامي و أحرك العصا الطويلة!
تلوح أمي بيدها لكي تودعني:
– عد باكرا ولا تتأخر، الظروف مخيفة هذه الأيام.
أسمع صوتا يقترب أكثر فأكثر مني فأقف في مكاني، أحرك رأسي و أنظر للسماء فإذا أجد طائرة تحلق فوقي..!!
أصابني الذعر و الارتباك فتركت خرافي،و ارتميت نحو الأعشاب لكي لا تراني الطائرة.
وضعت كلتا يدي على أذني لأني لا أريد أن أسمع صوت الطائرة المخيف، وإذ تهتز الأرض بقربي و كأن زلزال قد وقع..!!
أشم رائحة التفاح تعطر الهواء،و إحساس بالدوار يصيبني فأغمضت كلتا عيني.
أجد يد تلامس وجهي ففتحت عيني،وإذا أجد اللون الأسود ولا شيء سوى اللون الأسود، أفرك عيوني و أقول بصوت مرتفع :
– من أطفأ الضوء ،أين أنا، ماذا حدث، لماذا أنا أرى فقط اللون الأسود؟
فأجد صوتا يقول لي ويده تلامس وجهي:
– هل كانت رائحة التفاح أخر رائحة شممتها؟
أجبت بسرعة ومن دون تردد:
– نعم فلقد شاهدت طائرة، وبعدها حدثت هزت عنيفة و شممت رائحة التفاح!
فإذا صاحب الصوت يقول لي:
– يا مسكين، لقد فقدت نظرك بسبب هذه الرائحة!
وبعدها علمت بأنني تعرضت لأحد الأسلحة وبأن رائحة التفاح أفقدتني بصري وأخذت مني أمي كذلك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى