صوت صفير البلبل.. الرجز المجزوء
ناهد بدران | شاعرة سورية مقيمة في لندن
صوتُ صفيرِ البلبلِ |
غلّ بقلبي المبتلي |
سمعتُ لحناً ملهماً |
كأنّهُ المشتاقُ لي ! |
حينَ بدا في غيّهِ |
حلواً كغصنِ الحنظلِ ! |
عيناهُ في سُفوحِها |
قمحٌ عصيُّ المنجلِ |
رغيفُ خبزٍ لي و لن |
تشبعَ بالتّأملِ |
تقولُ حمداً ربّنا |
ذاكَ القطافُ المخملي |
ألبسَ يأسي حلّةً |
و الفقرُ في تغلغلِ |
ربّاهُ إنّي مذنبٌ |
و نارُ روحي تسطلي |
كيفَ يبوحُ عاشقٌ ؟ |
يهوى حديثَ البلبلِ ! |
لي جنّةٌ في قلبهِ |
لي قِبلةُ المكتحلِ |
أرنو العيونَ خيلَ لي |
مثلَ الشّهابِ المقبلِ |
بلحظِها تغوي الصّبا |
تشقُّ نصلَ الفيصلِ |
ترتدُّ في طوافِها |
تردي قطافَ موئلي |
من قمّةِ الشّوقِ طمى |
حتّى غدا في الهوجلِ* |
قافيتي قوتُ الجّوى |
و الحرفُ عطرُ المندلِ |
و اللّحنُ راقصَ الصّدى |
كطائرٍ محنجلِ |
حينَ استفاقَ برعماً |
يزهو بنبضِ الأخطلِ |
و إنّني لا حولَ لي |
حولَ لطيفٍ هيطلِ* |
يأتيكَ عاشقاً و إذ ! |
يقصيكَ وخزُ الدُّلدلِ* |
قدْ كنتَ في ليلي و لي |
نوراً بدا من قرطلِ* |
صفصافُ شِعري بالشّذى |
يفوحُ عطرُ الصّندلِ |
من حادَ عن دربِ الهوى |
مثلُ الأريبِ الفطحلِ |
أمّا الّذي قدِ ابتلى |
مولولاً يا ويل لي |
***
مفردات:
هوجل : أرض منخفضة
هيطل : ثعلب
الدلدل: نوع من القنافذ
قرطل: سلال مصنوعة من القش أو الأغصان