فتور قناة الجزيرة
فازع دراوشة| فلسطين
كنت وما زلت من مشاهدي قناة الجزيرة بشكل كبير ومن المعجبين بأدائها . وكثيرا ما خضت (وما زلت مستعدا لخوض) حوارات مع من يهاجمونها بصورة غير علمية بتاتا .
وأشاهد الجزيرة دارسا وممحصا ومقارنا فأجدها دائما متميزة ايجابا
وما يدفعني لتفضيل الجزيرة على غيرها أمور كثيرة مثل حرفية منتسبيها، وكثرة مراسليها ومصداقية أخبارها وعدم تأليهها للحاكم الذي تبث من بلده فتراها وبعشرات المرات تبث أنباء أمير قطر نحو نهاية النشرة وهذا ما لا تجده يقنوات التلفزة المتخلفة.
وثمة سبب آخر يدفعني لتفضيل الجزيرة على غيرها هو اعتناؤها الملحوظ بالشأن الفلسطيني , ويضيق المجال لسرد أمثلة على ذلك
ولكن ومن خلال المشاهدة الحثيثة لاحظت أنها اختلفت سلبا ابتداء من أواسط أيار الماضي أي بعيد استشهاد مراسلة الجزيرة المتميزة شيرين أبو عاقلة/ شيرين أبو عاقلة. فبت أشاهد شحّا في التغطية التي اعتدنا عليها للشأن الفلسطيني. وقد يقال أن الجزيرة تهتم بالحدث وهو الذي يفرض التغطية واتفق مع هذا المبدأ, ولكن , كان هناك أحداث فلسطينية كثيرة والتي لم تهتم بها الجزيرة الاهتمام المعهود والأمثلة كثيرة وآخرها ما جرى ويجري في الأسبوع الأخير بفلسطين
ومن ملامح قلة الاهتمام المعهود شبه غياب تقارير مدير مكتب الجزيرة والذي كان يطل كثيرا بتقارير نوعية ولكنه الآن شبه محتجب
ولربما يكون السبب أيضا ضيق هامش الحرية الذي كان موجودا سابقا والله أعلم .
ولا إخال ان السبب كامن في وضع شخصي اعترى القائمين على مكتب الجزيرة في فلسطين كالحزن او الإحباط أو الخوف مما أصاب زميلتهم الشهيدة
وعلى أية حال، سأبقى وإلى أجل لا يعلمه إلا الله متابعا ومشاهدا للجزيرة ومدافعا عن خطّها الإعلامي ومهنيتها إلا إذا انتكست انتكاسة لا نرضاها لها
وليت القائمين عليها يعلمون أن تعلق معظم أبناء الشعوب العربية وغيرها بها سببه اعتناؤها بالشأن الفلسطيني وتبنيه .
وآمل عودة الجزيرة للاهتمام بصورة أفضل مما هو قائم بالأمر الفلسطيني الثري ولتعد كما كانت لتلحق بمستوى تلفاز “العربي” الذي تفوق عليها بتغطية الأمور الفلسطينية بهذه الفترة.
وثمة نقطة أخرى كتبت عنها مسبقا متمثلة بتراجع قوة برنامج ” فوق السلطة ” ل نزيه الأحدب والذي صار يتجاهل مواضيع في غاية الاقتراب من اختصاص برنامجه أو التطرق اليها لماما ومن باب رفع العتب الذي بات يتزايد
نقاط دارت بخاطري منذ أسابيع ولكن تفاقمت بالأسبوع الأخير على ضوء مشاهداتي لمبثوثات قناة الجزيرة التي اعتدنا منها تقديم كل تميز وكل جديد ولا سيما فيما يخص قضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين وآمل أن تعود لما كانت عليه وأبهى.