الشك

موسى محمد دبيش | اليمن
الشك هو أول مسمار يدق في نعش أي علاقة إنسانية مهما كانت قوة تلك العلاقة متوطدة إما بقرابة أو نسب أو جوار؛  فالشك قادر على قتلها بل وطمس معالمها؛ لأن الشك مثل السم الذي يميت ببطء.
والشك لا يأتي لصاحبه اعتباطا بل إن للشك زبانية يقومون بزراعته في ذهن وقلب من يريدون لأسباب شيطانية تملأ نفوسهم الحاقدة ومن خلال بث سمومهم في صدر من يريدون على من يريدون و لايتركون الأمر للصدفة؛  بل يقومون بمتابعة بذرة الشك تلك التي قاموا بزراعتها حتى تكبر وتترعرع وتؤتي ثمارها فهم يتعهدونها باختلاق أكاذيب وفبركة الوقائع، بما يؤكد شك من زرعوا الشك في ذهنه وقلبه لتصل مرحلة الشك تلك إلى مرحلة اليقين فيصلون إلى بغيتهم من فراق إما بين الزوج وزوجته أو الأخ وأخيه أو الصديق وصديقه أو الرئيس ومرؤسه في العمل. وعندها تتحقق أهداف أولئك الزبانية وينالون مبتغاهم والسبب أن هذا الشاك لم يتريث ويقوم بالتأكد بعقلانية بعيدا عن الانفعال والعواطف ولم يقم بمراجعة تلك القصص والحكايات المفبركة بعقل وعندها يقع المحظور الذي يتبعه الندم حين لاينفع الندم وعادة من يقوم بنقل الأنباء المثيرة للشك هم الفاسقون لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات 6]

أيها الشاك لاتدع شكك يصل إلى مرحلة اليقين قبل أن تتبين وتتأكد. كل ما عليك فعله أن تتأكد من صحة الخبر وهل لناقل الخبر هذا مصلحة في إقدامك على أي تصرف متسرع؛ لأنك إن تسرعت ستصيب أحدا ما ممن تربطك بهم علاقة، ستصيبه إما بكلام جارح أو تصرف جارح ينهي علاقتك به، وذلك بسبب جهلك بخفايا الموضوع وعدم تريثك في إصدار الحكم فيكون حليفك الندم والحسرة على ما أقدمت عليه من تصرف.