لمن؟

شعر: سعيد جاسم الزبيدي | شاعر عراقي – مسقط

لِمَنْ أشكو إذا جارَ الزمانُ؟
وأرهقني وأوحشني المكانُ

===

فلا دربي يُتيحُ ليَ اختيارًا
كأنْ شدَّ الخُطى منه عَنانُ

===

وأقسى منهُ أنَّ البيتَ سِجنٌ
يضيقُ بليلهِ منّي الجَنانُ

===

ويتلو ليلَهُ يومًا نهارٌ
كذا الأيامُ تجري يا هوانُ

===

أَحَظّي غربةٌ وجفافُ روحٍ
وسهدٌ كلُّ ذا فيهِ امتحانُ

===

فهبني لم يحالفني نجاحٌ
إلامَ أظلُّ يملؤني الزؤانُ

===

إلامَ أعلَقُ الأملَ انتظارًا
على وهمٍ يصاحبهُ رِهانُ

===

فلا جاري هنا يلقى سلامًا
وليس لنا نديمٌ يُستعانُ

===

ومن أهوى بعيدٌ في انشغالٍ
وقد يدنيهِ متَّصلًا بيانُ

===

ويزعمُ أنَّ وقتًا لم يسعْهُ
وأنَّ…وأن… يشغلهُ امتهانُ

===

ومُتَّكَأٌ لنا الأعذارُ صارتْ
نحاولُها ونعرفُ قد تُدانُ

===

وصوتي لا صدًى فيهِ يُدوّي
ولا أُذُنٌ لتسمعَ أو عَيَانُ

===

وأدري أنما العمرُ احتراقٌ
ويذوي، إذْ يقالُ قضى فلانُ

===

وعندئذٍ فلا نبست شفاهٌ
ولا مُلئتْ لمائدةٍ جفانُ

===

ألا فرجٌ يلوحُ لنا فنطوي
جراحًا أم سيسعفنا الزمانُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى