قبلة وبعض صهيل
صالح أحمد كناعنة
في المدى غَيمٌ ومِزمارٌ وريح…
ساكِني صَوتٌ أضاءَ النّفسَ في لُجَّةِ حِس
خضّبتني بصهيل قُدَّ من هَمسِ الشَّفَق
مُذ تَزَيَّتني شجوني
وحنيني قبّل الذكرى بدمعة
وهَفَت روحي إلى ضمّةِ إنسانِ الغِياب
وربيعي صارَ إشفاقَةَ زهرٍ مِن مَناقيرِ العِتاب
صفَّدَ الناسِكُ عينَ الشمسِ… غنّى
بمزامير الضباب
حَمَلَ الموجُ إلى الشّطئان صمتَ المركبِ الماضي
إلى قلب السديم
ليسَ في جعبتِهِ إلا عيون
أفقها الهمُّ ومهواها السَراب
ورجاءٌ غَزَلَت ريشاتِهِ كفُّ الضّياع
وعلى الشّطِّ بعيدًا… قابَ حُزنٍ وَغَرَق
تَسكُنُ الذّكرى بيوتًا
لم تعد تُؤوي سوى عَتمٍ وباقاتِ أرق
ورذاذٍ من حنين لاذَ في حضنِ السّكون
باحثًا في حسّه عن وَمضَةٍ
تأتيه من حبّ السماء
تمنح النبضَةَ مثقالَ ارتعاشٍ وصفاء
علّني أبصِرُ غُصنًا يبعَثُ الجوديَّ حيًّا
علّني أقنِعُ صَمتي أنني كالموجِ أحيا
نابِضَ الحسِّ… ومثلي لم يمت صوتُ الهديل
أنني ما زلتُ أهدي للشواطي قبلاتي
ويدي تكتُبُ فوقَ الرّمل إنا عائدون
لم يمت فينا الصهيل